|10|

19.5K 1.6K 213
                                    



«اللورد درايتن يطلُب مِنكِ الحضور إلى مكتبه».
تكلّمت إحدى الخادمات إلى سِيلا التي كانت تدفع عربة الصحون الفارغة متجهة إلى المطبخ.

«عفوا...؟».
ردّت بعد أن تجاوزت صدمتها قليلا.

اللورد درايتن، زوج الأميرة ڤاليرا، يُريد رؤيتها؟ هل قرر إعدامها بتهمة إغراء زوجته؟

«لقد طلب مني إحضاركِ بأسرع ما يُمكن لذا اتركي العربة، سيهتم بها شخص آخر».
وبذلك أمسكت يدها وجرّتها خلفها نحو الطابق الأعلى، طابق العائلة الملكية.

عند وصولهما للجناح المطلوب، طرقت الخادمة باب المكتب وغادرت تاركةً سِيلا لمواجهة اللورد بمفردها. نادى صوت من الداخل يسمح لها بالدخول فأخذت نفسا متقطعا ودفعت المقبض بيد مرتجفة.

كان المكان واسعا بالداخل رغم أرفف الكتب والأسلحة المتعددة، يتوسطها مكتب ضخم مغطى بعشوائية بأوراق وملفات؛ وخلفه يجلس رجل أشقر يُشابك يديه بينما كِلا كوعيه مستند على المكتب.

نظراته الصقيعية جمّدت الدم في عروقها لذا تحاشتها وفضّلت خفض رأسها والتمعّن في تفاصيل الأرضية الرخامية.

«وصلتني أنباء بأنكِ تلتقين بالأميرة ڤاليرا سرًا في مكتبتها الخاصة».
صدر صوته الجامد لتنتفض سيلا متفاجئة وتنظر إليه.

«إن كان مصدر هذه الأنباء هو الخادمة بريتا فأؤكد لك أنها مجرد شائعات. دخلتُ المكتبة فقط للاعتناء بالنباتات الموجودة فيها ثمّ غادرتها».
فسّرت له بطريقة شبه مُقنعة؛ فلقد وعد لِيو ڤاليرا أنه سيحتفظ بسرّها ما يعني أن سِيلا أيضا مجبرة على المحافظة عليه حتى لا ينكشف سرها هي الأخرى.

«وهل هناك من يدعم أقوالكِ؟».
سأل بعد أن أخفض يديه.

«ا... الطبيب لِيو... لقد كان برفقتي».
أجابت بتلعثم، هل سيتورّط الطبيب بسببها الآن؟

«وماذا كنتما تفعلان لوحدكما في المكتبة؟».
أضاف سؤاله رافِعا أحد حاجبيه؛ لقد أوقعت نفسها في تهمة جديدة وهي العبث خلال ساعات العمل.

قبل أن تُفكّر سيلا في كذبة جديدة، انفتح الباب الذي خلفها فجأة ودخل منه أحد الحراس وهو يلهث.

«لقد وردتنا أنباء عن اللايكان الأبيض، جلالته يطلُب حضوركَ حالا!».
كلامه جعل اللورد درايتن يقفز من كرسيّه ويُسارع للخروج لكنه توقّف بجانب سِيلا ليُخبرها أنه بإمكانها الإنصراف في الوقت الحاليّ. لم تُضيّع ثانيةً واحدة بل ركضت هاربة دون وجهة محددة.

تباطأت خطواتها بسبب ارتجاف أطرافها لكن أفكارها لم تتوقف عن التدفق؛ لقد خانتها ڤاليرا ووشت بِها بينما كانت هي تعمل جاهدة لاختلاق كذبة تحمي كلتيهما. والآن سيتم إعدامها لكونها اللايكان الأبيض ولأنها أغرت سمو الأميرة...

سِيلا ✓Where stories live. Discover now