||12||

3.3K 277 28
                                    


في إحدى صالات القلعة المتعددة، تقابلت الأميرة ووالدتها حول طاولة الشاي خلال ساعات المساء.

لأن فيولين تعلم أن حواراتها مع أمها تنتهي دوما بالصراخ وكسر بعض الأثاث، فقد رفضت التحدث معها داخل جناح جلالته حتى لا تزيد حالته سوءً.

جلستهما كانت متماثلة ؛ ظهر مستقيم، ذقن مرفوع عاليا في تكبّر والساق اليمنى على اليُسرى رغم أن أثوابهما الحالكة غطّت ذلك. بدا أن لهما نفس العمر، في حين أن عمر زوجة الجنرال هو ضعف عمر ابنتها.

تعابير فيولين الباردة لم تدم طويلا لنفاذ صبرها وبدأت هي الحوار.

«ماذا تريدين مني؟».
سألت بحدّة.

«ألا يمكن للأم أن تريد رؤية ابنتها الوحيدة بين الحين والآخر؟».
نبرتها المتصنّعة لعبت بأعصاب الأميرة.

«حين تكون أمّا في المقام الأول».
تحدّثت بجمود ووجّهت نظرها نحو النافذة المطِلة على الحديقة حتى لا ترى تعابير وجهها. سواء آذت مشاعرها أو لا، هي تريد فقط أن تنتهي سريعا من هذا اللقاء.

«الأمّ تحرص على تأمين مستقبل باهر لابنتها، وهذا ما أحاول فعله من أجلك».
هدوءها كان مُخيفا كهدوء مقبرة، شيء سيء سيأتي منها في وقت غير متوقّع ويُخلّف ضررا هائلا.

«كل ما أردتِه كل حياتكِ هو أن تكوني جزء من العائلة الملكيّة، لو لم يكن جلالته وعائلته الأشخاص الوحيدين الذين عاملوني بلطف وكفرد منهم لكنتُ كرهتهم بسببكِ».
أخفت الأميرة ألمها بنبرة باردة.

«يُعاملونكِ كفرد منهم بسببي أنا، وستكونين فردا منهم قريبا».
ارتفع ذقنها أكثر بغرور وظهر طيف ابتسامة على شفتيها المصبوغتين بمثاليّة.

«جلالته وجد توأمه، الملك السابق غادر المملكة رفقة زوجته... لا أرى كيف سأصبح فردا منهم، إلا إذا تزوجتُ ڤاليرا وهي بالفعل متزوجة من اللورد».
كلامها حمل سُخرية من ثقة والدتها المُفرطة.

«سنرى بشأن توأمه... لن تبقى طويلا».
وقبل أن تُبدِ الأميرة رد فعل نهضت والدتها ثم أضافت.

«طلبتُ لقاءك حتى أُحذّرك من التدخّل في أي شيء، فقط اتبعي أوامر سيلين ومخططاتها».
وبذلك غادرت الصالة تاركة ابنتها تُحدّق في الفراغ بفكّ مشدود تتساءل عن مخططات زوجة الجنرال ناتال.

لم تنل فيولين وقتا كافيا للتخمين أو تمالك أعصابها لأن خادمتها بريتا طرقت الباب ودخلت مُستعجلة.

«أعتذر سموّكِ، لكنّك لن تصدقي ما حدث!».
تحدّثت الخادمة بسرعة بعد أن انحنت.

«ماذا الآن؟!».
سألت الأميرة مُنزعجة.

«سيحدث خسوف غير مُتوقّع قريبا، مستشارو القصر في حالة ذعر وسيلين قد اختفت مجددا».
وقع الخبر على فيولين المنصدمة بالفعل فلم تستوعب أهميّته لبُرهة ثم تذكرت ما سيجلبه معه.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now