||04||

11.9K 891 52
                                    


كانت كاليبسو قد جهزت طاولة الفطور حين نزل ضيوفها وانضمّوا لها. أشارت لهم بالجلوس ثم نادت على القبطان ليغتسل ويُجاورهم.

أطعمة بحريّة عديدة وغريبة عليهم توضّعت أمامهم لذا ترددوا في البدء إلى أن بدأ القبطان بنقع ما بدا طحلبا أخضرا في زيت داكن ثم قام بأكله، فعلوا مثله لتسرتخي جلستهم بعد تذوّق الطعم الفريد لكن اللذيذ.

«يمكنكم الأكل براحة، تسميمكم الآن ليس لصالحي».
تحدثت كاليبسو بغموض ثم ارتشفت بعضا من الشاي.

«الآن؟».
نطقت سيلا باستغراب لتبتسم الحورية خلف كوبها.

«ليس الآن... ألم تكن لديكم أسئلة لي؟».
غيرت الموضوع ووجهت نظرها نحو الثعلب الذي تكاد علامات الاستفهام تحوم حول رأسه من شدة فضوله.

«نعم بالطبع، أوّلها: القبطان هو الألبينو بينكما لذا زعنفته شاحبة، لمَ تُعرفِين أنتِ بين الحوريّات بذات الزعنفة الشاحبة؟».
سأل سيزار شابكا أصابعه أمامه.

«الماء عاكس وعلى أهله مشاركته صفاته، الحوريّات والنيريد وغيرنا توائمنا بمثابة انعكاس لنا لذا لدينا نفس اللون».
ردت بنبرة حكيمة أقنعته لكن تساؤلاته لا تنتهي هنا.

«منطقيّ... السؤال التالي: لمَ جزيرتك محرّمة على بقية الحوريّات؟».
أردف بينما قلب الطبيب إلى جواره عينيه.

«أنا ملكتهم وأقرر أيّ مياه يُسمح لهم السباحة فيها».
حمل صوتها بعض التغطرس تمنّت سيلا لو ملَكه توأمها، عندها ستكون حياتهما أسهل.

قبل أن ينطق الثعلب مجددا قاطعه لِيونار ليقوم بطرح مسائل أهم من فضول عن العالم البحريّ.

«هل أنتِ موافقة على عرض سيلين؟».
التفت تلقائيا نحوها لسماع ردها.

«ما هو عرضها بالتحديد؟ أن توفّر الحماية للآلبستارز داخل قلعة ملك اللايكان؟ جزيرتي ملجأ لتوأمي ولفصائل أخرى مهددة لذا لن أذهب إلى منطقة لا نفوذ لي فيها ولا معرفة لي بقدرات الشخص القائم عليها».
تعابير كاليبسو عكست إحساسا بالخطر، شيء قد شعروا به جميعا سابقا وأدركوه الآن.

لا علم لهم بمدى قوة سيلين ولا بما تنوي فعله بعد جمع جميع الآلبستارز تحت سيطرتها، قد يكونون يُنقذونهم من جحيم فقط ليرموهم في آخر أشد سعيرًا. لكن الجمود وعدم تحريك أي ساكن لتغيير الوضع الراهن أسوء من أيّ من الفرضيات الممكنة. إلى أن يجدوا خطة أفضل، سينفذون أوامرها.

«هل بإمكان جزيرتك استيعاب كل الآلبستارز من كل الفصائل؟».
تدخّلت ڤاليرا في النقاش بعد أن تشكلت في ذهنها خطة جمعهم هناك بدلا من قلعة أخيها.

«لن أفعل ذلك. سيلين تتحكم بالقمر والقمر يتحكم بالماء، في نوبة غضب بسبب خيانتكم لها قد تُغرقنا جميعا».
كلام الحورية بعث موجة من البرد بينهم، مصيرهم يبقى مجهولا ومنوطا بمزاج جلالتها.

سِيلا ✓Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang