|14|

18.7K 1.5K 250
                                    


رائحة اللايكان مُلتصقة بها، الأميرة ڤاليرا والبومة. لم يصدُمها الأمر بقدر ما صدمتها قدرتها على تمييز الفصيلة من خلال الرائحة فقط، أو ربما كانت تلك غريزتها.

حاسة شمّها لطالما كانت قويّة، لكن ليس لدرجة تمييز الفصائل، تلك مهمة غريزتها؛ ولسبب ما يبدو أنها نشِطة.

«بشريّ، بشريّ، بشريّ، لايكان، بشريّ، ساحرة...».
تمتمتْ سِيلا لنفسها بينما كانت واقفة في بهو الخدم تستشعر كل شخص يمر بجانبها دون النظر إليه.

لشدة تركيزها مع الأمر لم تسمع نداء راف باسمها إلى أن هزّها من كتفها وصاح بوجهها.

«أنتِ تزدادين غرابة كل يوم...».
علّق بخفوت ونظر إليها كمن يُحاول حلّ أُحجية.

ضحِكت سِيلا بتوتر ثم انحنتْ أقرب إليه، رائحته حملت آثار مصاص دماء، باهتة جدا لكنها موجودة دون شك.

«هل احتجتَ شيئا ما؟».
سألتْه مُقاوِمة فضولها.

«هناك عشاء خاص الليلة، عليكِ تجهيز الصالة التي على الطابق الملكيّ».
أبلغها راف وقام بدفعها بالاتجاه المؤدي للمصعد.

«أكرهُ الطابق الملكيّ...».
همست سِيلا مُتذكرةً ما خاضته هذا الصباح على ذاك الطابق، اعتراف حب من الأميرة وقبلات مُتملّكة من البومة. حرارتها ترتفع من الخجل بمجرد التفكير في ذلك.

دخلتْ الصالة مُكرَهة وبدأت عملها إلى جانب خادمات أخريات. المكان كان شاسعا، أو ربما كان ذلك بسبب الجدار الزجاجي بالكامل الذي يُطِلّ على الحديقة الملكية وشمسِ الغروب الباردة. توسّطت الصالة طاولة مستديرة في مركزها مُجسّم كريستاليّ داكن لذئب يقف بشموخ ويرفع رأسه ناظرا للسقف الذي تدّلت منه ثريا من الكريستال اللامع، المشهد شبيه بذئب ذي فرو كحليّ تحت قمر مكتمل.

قامت الخادمة المسؤولة بإزالة الكراسي العديدة التي كانت حول الطاولة وتركت سِتة فقط، إشارة إلى أن هذا العشاء سيكون خاصًا.

بعد انتهاء التجهيزات، وضعِ الأطباق وتزيين زوايا الصالة بمزهريات تحوي ورودا زرقاء وأرجوانية، انسحبت الخادمات وبقيت فقط اللواتي عملهنّ خدمة أحد الحاضرين.

انفتح الباب الكبير المزخرف بتفاصيل فِضية ودخل أشخاص لم تنظر سِيلا إلى وجوههم لأنها مجبرة على خفض رأسها احتراما لهم. لكنها استشعرت أربعة لايكان، ثعلب وإيريميا.

«أنتَ دائما تُقيمُ أفضل عشاء، جلالتك».
جاملتْ الأميرة فيولين مُتظاهرة بالاستمتاع بالموسيقى الصادرة عن آلات الآرك.

«هل تظنينه كان في المطبخ طول اليوم يُجهز الطعام أم ينفض الغبار عن أثاث الصالة؟».
نطقت ڤاليرا بمرارة، كلامها كان يستهدف جلالته بطريقة "هل تريد أن أفضح سِرّك؟".

سِيلا ✓Where stories live. Discover now