|02|

28.3K 2K 309
                                    

الرّعب الذي اعتراها جلب ذكريات طفولة تُحاول دوما أن تمسحها من عقلها كُليّا لعلها تمسح معها الخوف الذي صاحبها طيلة حياتها.

~كانت تجلِس مع رِيا أمام التلفاز بينما الخالة فيونا تُمرّر أصابعها بين خصلاتها تارة ثم تُقبّل خدها تارة أخرى. أحبّت ابنة الثمانِ سنوات ذلك كثيرا فكانت تُقهقه وتدفن رأسها في حضن صديقة والدتها بخجل غير واعيةٍ لنواياها.

طرقٌ على الباب جعل فيونا تنفصِل عن الصغيرتين وتُهروِل لفتحه بابتسامة تُجعّد كامل وجهها.

رِيا كانت أول من استشعر وجود ساحرة بينهم، رغم صِغر سنّها البشريّ إلا أن ذئبها موجود كـ وعيٍ ثانويّ في عقلها وبإمكانها إتخاذ هيئته متى ما شاءت.

شيء آخر يُميّز اللايكان عن المستذئبين، فـهُم ليسوا مُقيّدين بـسِنّ معينة من أجل التحول، هم في الأصلِ يولدون جِراءً يافعة بينما الأم تكون بهيئة ذئبها.

«من هذه، خالتي فيونا؟».
انسحبت الصغيرة للخلف جارّة معها أختها الكبرى التي طغى الجزع على ملامحها، قد لا يكون بامكانها استشعار الخطر لِضُعفها مُقارنة بأندادِها إلا أن الوشوم الغريبة المُتحركة كحِبر أزرق لامِع على كل بشرة مكشوفة من جسد الساحرة والسواد الذي احتلّ عينيها إشارة لأي شخص بأنها خطيرة يجب تجنّبها.

لم ترُدّ فيونا واكتفت بالوقوف في الخلفية تعُدّ أوراقا نقديّة بلهفة.

بحركة خاطفة سحبت الساحرة سِيلا من شعرها لِترفعها عن الأرض قليلا تتمعّن فيها حتى تتأكد أنها ضالّتها.

«ظريفة...».
تكلّمت الساحرة بنبرة شبه ساخرة بينما تخبّطت الصغيرة مُحاوِلة الإفلات من قبضتها.

كُرة فراء أشقر داكن، تُعرف أيضا بـذئب رِيا، قفزت على رِجل الساحرة وغرزت فيها أنيابها الصغيرة.

«جروة لعينة!».
زعقت وألقت تعويذة رمَت مُهاجِمتَها بعنف على الحائط فتفتت جزء منه إلى غبار.

تحرّكت فيونا لتُمسك بـ رِيا شبه المُغمى عليها حتى لا تُعِيق عملها مُجددا وأحكمت إطباق فكّيها كي لا تُصدِر عواءً يجلب القطيع إلى عتبة المنزل.

«سآخذ كلتيهما».
أعلنت المُشعوذة بينما تدلّت سِيلا من قبضتها ودموعها تنهمر كـسيل من الأمطار خوفا على شقيقتها ومما سيحدث لهما بعد اختطافهما.

لكن قبل أن تسوء الأحوال أكثر دخل والِدها بهيئته الضّخمة وانقض على الساحرة قبل أن تُباغته بإحدى تعويذاتها.

كل شيء بعد ذلك حدث بسرعة ولم تستوعبه سِيلا، سوى أنه تم إنقاذهما من المصير المشؤوم وقتل الخاطفتين في الأخير.~

«إيلا!».
أعادها صوت قارئة الطالع إلى الحاضر فجاهدت من أجل التقاط أنفاسها والتحكّم في ارتجاف أطرافها.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now