|||11|||

1.7K 148 7
                                    


تخمين سيزار كان صحيحا بشأن ثيرسا، "الأمور الخاصة" التي أرادت مناقشتها مع ملك الآلف كانت مجرّد عذر خياليّ للقائه هنا.

كيف علِمت بأنه قادِم؟ أحد جواسيسها من جنود اللايكان دون شك.

«ألن تخرَسي؟».
نطق يرصّ على أسنانِه ويُذكّر نفسه أن قصر الآلف ليس مكانا للعِراك.

«لا، الفم فمي».
ردّت بابتسامة مُستفِزة وعادت تُخبِر خادِمتها بأن ملِك الثعالب طلب حضور سيزار إليه.

«والأذن التي تسمع هراءك هي أذني!».
وخدش مِسند كرسيّه بمخالِبه.

الصوت الحاد الذي أصدره نجح أخيرا في إسكات الأميرة لبضعة لحظات فتنهّد نادِما على عدم ذهابِه مع ميكايليس حين أخذ شقيقته وزوجها إلى غرفة لائقة ريثما استعادا وعيهما.

هل كان يكره ڤاليرا سابِقا؟ عليه الاعتذار منها فقد وجد من هي أسوأ منها. يُفضّل سنة من إزعاج ڤاليرا على دقيقة أخرى مع ثيرسا.

«هذه فرصتُكَ الأخيرة، إن لم تعُد معي سنأخذك بالقوة...».
أضافت الأميرة فانتفض من مكانِه بقبضة مشتعِلة وقد فاض كيله.

سيحرِقها إلى كتلة من الفحم ثم يُرسِلها هديّة لوالِدها، كي لا يجرؤ هو أو أي أحد من الثعالب على محاولة التواصل معه مرة أخرى.

«من يجرؤ على أخذ سيزار؟».
انضمّ لهم إلڤين بنبرة تبدو هادئة لكن خلفها الويل.

ثيرسا ترددت -على غير عادتِها- والتفتت له بعد أن اقشعرّ بدنها.

«سيزار ينتمي لمملكة الثعالِب وقد أمر الملِك بـ...».
تحدّثت برسميّة تُعيد ما كانت تُكرر لخادِمتها ليسمع سيزار سابِقا.

«أنا على عِلم بما فعلته مملكة الثعالِب له، سيزار لن يعود لها. أبدا».
قاطعها إلڤين وقد احتدّت نظرته نحوها.

فهو من أنقذ سيزار قبل سنوات حين نبذه بنو فصيلته وتركوه طفلا وحيدا ليُجابِه العالم.

«لكن...».
بدأت تُناقِشه لكن إلڤين لم يسمح لها بالمتابعة.

«اتّفقنا بالفعل على التفاصيل التي جئتِ من أجلِها لذا ستُرشِدك الخادِمة خارج مملكتي، تفضّلي».
لم يكن لديها رد له لذا ضربت قدمها بالأرض وغادرت بخطوات وخصلات مُشتعِلة.

سيزار الذي تمالك أعصابه في تلك الأثناء، أومأ للملِك في امتنان على تدخّله.

«لا تقلق بشأنِهم، سيأتي عقابهم أيضا ؛ فلا ظالِم يخلُد في ظلمِه».
أردف وأمسك ذراع سيزار برفق يقوده ليعود لمقعده ثم جلس بجوارِه.
«والآن، أخبِرني بالسبب الآخر الذي أتيت هنا من أجلِه».

تفاجأ سيزار بعض الشيء ثم تذكر قدرَته على معرفة أفكار ونوايا من حوله، لذا دخل صُلب الموضوع مباشرة.

سِيلا ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن