|20|

16.6K 1.5K 376
                                    

قبل بضعة ساعات كان يقِف في الجانب الآخر من القضبان يُحاول مواساة السجينين، أما الآن فهو داخل الزنزانة المجاورة لهما والدماء تنساب من مؤخرة رأسه جراء الضربة الغادِرة التي تلقّاها.

خوفًا من أن يستعمل الإريميا قدراته ويقتُل كل من يجرؤ على التقدم ناحيته بِنيّة القبض عليه، استعمل مُهاجِمُه عنصر المفاجأة وباغته من الخلف ففقد الوعي سريعا.

كيف سيعمل على إنقاذهما في حين أنه يحتاج مُنقِذا هو أيضا؟

«ليو!».
نادتْ سِيلا عندما سمِعت حركته.

«نعم..؟».
ردّ بصوت أجشّ يُظهِر مدى ألمِه.

«ماذا حدث!؟».
سألت وهي تُحاوِل إلقاء نظرة عليه لتطمئن على حاله لكن القضبان كانت أضيق من أن تسمح لرأسِها بالمرور.

«الجنرال ناتال حدث...».
نطق وقد خمّن أن سبب وجوده هنا يعود لأمر من الجنرال، وربما بتشجيع من ابنته.

«إذا قُضِي علينا».
أطلقت سِيلا قهقهة جافّة ورمَتْ بجسدِها دون مبالاة.

لا أمل لهم الآن.

----

«مسكين جلالته».
علّقت زوجة الجنرال بينما غطّت فمها بمنديل تحسّرا على حال الملِك.

رغم أنها تعرِفه منذ كان طفلا إلا أنها لم تشعر تجاهه بأي شيء يُشابه الأمومة أو ما كانت تُمثّله، بالنسبة لها هو فقط وسيلة لتأمين مُستقبل مثاليّ لابنتها ولها بالمقابل.

وذلك ما استفزّ الأميرة فيولين وجعلها تقلِب عينيها حين رأت الدموع الزائفة تترقرق في عينيّ أمّها.

«إنه مُرهَق للغاية، لنترُك جلالته يرتاح فهناك مهام يجب القيام بها حتى لا تعمّ الفوضى إلى أن يعود».
بيديه خلف ظهره، تحرّك الجنرال مُغادِرا وخلفه زوجته وابنته بخطوات ثابتة. أما ڤاليرا واللورد فكانا يحبسان أنفاسهما في انتظار الأوامر الجديدة.

وصلوا إلى قاعة الاجتماعات أين اصطف بعض الجنود على جانبيّ العرش. أخذ الجنرال الكرسيّ إلى يمين مقعد الملِك ووقفت زوجتُه خلفه، وابنته جلست على يسار العرش على كرسيّ الملكة. بينما درايتن وزوجته فضّلا الوقوف لشدة توترهما.

«سنبدأ بسبب وجودي هنا. جلالته في غيبوبة بعد أن تم تسميمه من قِبل الضيف الملكيّ الأخير والخادمة التي جلبها الطبيب لِيونار، لذا سيتم إعدام ثلاثتهم اليوم. جهزوا منصة الإعدام».
أمر ناتال فتحرّك اثنان من الجنود للتنفيذ.

«ثلاثتهم؟! لا يمكنك ذلك، سيدي. قتل الإريميا جريمة شنيعة ستجلِب لعنة على بني جنسنا!».
استوقفه اللورد يُحاول جعله يعدل عن قراره أو حتى تعطيله إلى أن تحدث معجزة ما.

«كذلك خيانة الملِك والتآمر لقتله جريمة شنيعة تجلِب نتائج وخيمة لمُقترِفِها».
أجابه بجفاء وتعابيره الصارمة لم تتأثر.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now