|||03|||

2.5K 202 25
                                    


«الأموات لا يعودون أبدا لعالم الأحياء».
كلمات كاليبسو كانت صقيعيّة تنوي بها قطع أملِه بتحدي القدر واستعادة من أخذهم منه لكنها لم تستطع اختراق سحابة اليأس المحيطة به.

«سِيلا لم تمت! بل أخذها ذلك المخلوق وسأستعيدها منه».
نطق بحزم.

«المخلوق الذي تتحدث عنه هو "نيكسون"، سيد الظلام وأقوى كائن بين جميع الأبعاد ؛ أقوى حتى من سيلين التي تحكمت فينا لـقرون. ماذا ستفعل أنت؟».
ردت مستهزئة فخرس لبضعة لحظات يستوعب ما سيُواجهه وكيف سيسترجع توأم روحه من قبضته.

سيزار أيضا غرق في نفس الأفكار ؛ سيلين التي ظنّ أنها كائن عظيم لا يُقهر تبيّن أن لها نقطة ضعف -معدن كالنحاس، أصله من بُعد آخر ونادر جدا-. الشكر لـ جيزمون، الصيّاد البربريّ الذي يعرف نقاط ضعف كل الكائنات... ربما يعرف كذلك كيفية القضاء على نيكسون ؛ لو لم يكن قد مات على يديه بالفعل.

«مهلا! جيزمون! كان يعرف طريقة قتل كل المخلوقات، لربّما جمع المعلومات في مكان ما تشمل نيكسون».
اقترح ما توصّل إليه ليومئ ميكا له موافقا.

«وهيلين تِلك. لابد أن تكون نقطة ضعفها فيه أيضا، سأستعيد شقيقتي منها وهي قد تعرِف كيفية التغلّب على الظلام».
ثم أعقب على الخطة.

«هل لديكما أمنية بالموت!؟».
صاحت كاليبسو وقد ضاقت ذرعا بتفكيرهما.

سابقا عندما كانوا يُخططون للإطاحة بـ سيلين، دعمتهم في الخفاء لتحمي نفسها وتوأمها، ولأنها تواصلت مع نيكسون من قبل ليحمي جزيرتها فقد كان لديها ضمان من نوع ما. أما الآن وهم يخططون لمواجهة أقوى مخلوق تعرِف بوجوده فهي ليست مستعدة للمخاطرة، كما أنه ليس لديها أي سبب للانقلاب ضده.

لا تجرؤُ حتى على محاولة رؤية المستقبل الذي ينتظرهم إن فعلوا ذلك.

«أنا والحوريّات خارج الأمر».
تحدّثت بثبات وخرجت من القاعة لتحزم أمتعتها وتُغادر مع توأم روحها، غيلمور، عائدين للجزيرة المحظورة.

لم يُحبِطهم انسحابها كثيرا بأي حال.

«إن كانت ملكة الحوريّات ترفض مواجهته، من أنتما لتتحدّياه؟».
تدخلت ثيرسا بتشكيك.

كانت قلِقة على توأمها وما سيُقدِم عليه، لكنها ترفض إظهار مشاعرها الحقيقيّة.

«ملِك اللايكان».
رصّ ميكا على أسنانه وتوجّه إلى عرشه.

جلوسه على الوسادة الباردة أعاد له حواسه وذكّره بثقل التاج على رأسه. ليس مخلوقا مستضعفا ولا شخصا عاديّا دون قِوى، هو ملك اللايكان. وبقدر ما لديه من مسؤوليات تجاه شعبه، لديه أيضا سلطة ونُفوذ تُخوّل له خلق حلّ لمُعضلته من العدم.

«وأنا ليس لديّ ما أخسره».
أضاف سيزار ليسحب كرسيا ويُقابل الملك ليبدآ التخطيط.

صحيح أنه يتمنى لو أن سيلا لم تلتقِ بـ ميكايليس وبذلك تتفادى الكثير من الأذى ويكون لديها شخص لحمايتها كما يجب، مثل لِيونار -الصديق الذي فقده هو أيضا-. إلا أن القدر شاء الفوضى، والتعاون مع ملك اللايكان هو أفضل خيار لديه الآن إن أراد صديقيه الوحيدين.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now