|||09|||

2K 157 15
                                    


في عالم الأحياء، وقف ميكايليس مضرجا بالدماء من رأسه حتى أخمص قدميه وسط بِركة مُتخثّرة من ذات السائل الأحمر.

لم يبدُ عليه أدنى اشمئزاز من حالتِه تلك، بل كان يُكشّر عن أنيابه سخطا على الرجال المرتعبين الذين حاولوا الفرار منه دون جدوى، فذئابه يصيدونهم الواحد تلو الآخر دون رحمة.

صرخات وصياح الطرفين لم تصِل إلى سمعه، فكلّ ما تردد في أذنيه كان صوتا ناعِما يُنادي باسمِه ويُذكّره بدافعه للقيام بكل ذلك.

«جلالتكَ، لقد أبـدْنا المجموعة. ما الخطوة التالية؟».
تقدّم أحد رجاله نحوه يُبلغه بنجاح مُهمّتهم.

«احرق جثثهم ونادي على سيزار».
أمر ميكايليس وسار ناحية الكوخ المتفحّم.

لحظات ولحق به سيزار -ليس عليه قطرة من الأحمر، باستثناء شعره الأحمر بطبيعته-.

«هل وجدتَ شيئا؟».
سأل الثعلب بينما يدخلان القبو من الباب الخارجيّ.

بالأسفل كان الوضع أقلّ دمويّة لكن الفوضى حاضِرة بأي حال. أسلحة وأدوات متنوعة، بعضها ملقيّ على الأرض والآخر معلّق على الجدران، جثة هنا وهناك من دون آثار عض أو مخالب كتلك على السطح -ما يُرجح انتحار أصحابِها خوفا من الاستجواب-، زنزانات فارغة بعد تحرير سجنائها، وشموع ما تزال مضاءة رغم كل شيء.

«أنتَ أخبِرني، فهؤلاء الحثالة تخصصك».
أجابه ميكايليس يُفتّش المكان بنظرة حادة.

«لا أرى شيئا ذا قيمة بعد ؛ إنه مطابق لآخِر سبعين مخبئ لجماعة جيزمون كنا فيه».
تحدّث سيزار بإنزعاج وضجر، فقد تعِب من هذا السيناريو الذي تكرر خلال الأربعة أشهر الأخيرة.

تحديد موقع مخبأ ما، مهاجمته وإبادة كل الصيادين فيه، إطلاق سراح المخلوقات المختطفة ثم تقليبه رأسا على عقِب بحثا عن دليل يُوجّههم إلى سبيل استدعاء هيلين أو نيكسون. وحتى الآن، لا دليل على أن ذلك ممكن.

«كل هذه الكتب إذا بلا فائدة؟ مضيعة للورق!».
ضرب ميكا قبضته على أحد الرفوف ليقع محتواه أرضا مثيرا سحابة من الغبار.

لم يكن قادِرا على قراءة العناوين أمامه، فغضبه يُشوّش عقله بشدة وبعضها بلغة لم يرها قبلا. كان ممتنا لوجود الثعلب رفقته، رغم أنه حقِد عليه سابِقا لسرقة توأم روحه منه إلا أنهما حاليا لديهما هدف مشترك يستدعي تعاونهما لبلوغه.

«ليس ورقا... بل جِلد».
علّق سيزار بصوت منخفض ورمى ما بيده مشمئزا.

أغلب الكتب كانت بذات اللون الرمليّ القذِر لذا تجنّب لمسَها إلى أن انتبه لواحد يبدو طبيعيا -أو مختلِفا بالأحرى- ؛ ذو غلاف أسود غليظ وكتابة بيضاء تكاد تتوهّج بين الصفحات القاتِمة. لكن لغتَه غريبة تماما لم يسبق له قراءتُها في أي مكان.

سِيلا ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن