||20||

7K 660 125
                                    


«قضيتُ عمري أحاول تجنّب هذا المكان، لم أتخيّل يوما أنني سأشتاق له...».
نطقت سِيلا ما إن وطأت قدمها بلاط قلعة ملك اللايكان.

قبل أشهر فقط، كان كابوسها أن يجدها الملك ويجلبها إلى قلعته من أجل إعدامها أو استغلالها ؛ لكنها الآن سبِقت رفاقها في الدخول ومتحمّسة لإيجاد جلالته والاطمئنان عليه كي تُخرِس شعورها بالذنب تجاهه وتُرضي شوق ذئبتها إليه.

تغيّرت كثيرا لكن ذلك منطقيّ بعد كلّ ما مرّت به في العالم الخارجيّ وعدد المرّات التي اقتربت فيها من حافة الموت، من حادث طفولتها حين اشترتها ساحرة إلى وقوعها في قبضة مجموعة جيزمون مؤخرا. مقارنة بذلك فقلعة ملك اللايكان أأمن مكان عاشت فيه -بعد كوخ جدتها-.

لقاؤهم بـ جيزمون وصيّاديه انتهى على خير، عكس توقعاتهم، فقد منحهم آخر فردين من الآلبستارز اللذين كانا في حوزته وبذلك أمكنهم العودة إلى سيلين بعد إنجاز مهمّتهم بنجاح.

«جلالتها تنتظركم في القاعة الكبرى».
وجّهتهم إحدى الخادمات قبل أن يضيعوا في الأروقة المتعددة وأخذتهم ليمتثلوا أمام عرش سيلين حيث جاورها اللورد درايتن -أو هيلين الآن- والأميرة ڤاليرا الجالسة في حضنه.

صدمتهُم بتوافق اللورد والأميرة كانت أشد من صدمة جلوسه على عرش يُشابه عرش سيلين وهالته المختلفة.

«صغاري، عدتم أخيرا! لقد قمتم بعمل جيّد فعلا، وفي الوقت المناسب! الخسوف الأخير سيكون غدا».
تحدّثت بنبرة سعيدة وابتسامتها تكاد تشقّ وجهها، لم تعد تتكبد عناء إخفاء حماسها.

«خذوا الآلباسترز إلى جناحهم، لا بد أنهم منهكون من السفر. سنلتقي غدا في مثل هذا الوقت في الحديقة الملكيّة».
أشارت إلى الخدم فاستجابوا سريعا قبل أن تُتاح للرفاق فرصة للرد أو التساؤل عما حدث في غيابهم.

«هل كانت تلك ڤاليرا بالداخل؟».
تساءلت سِيلا غير مصدّقة لما رأته عيناها.

«ذلك جسدها نعم... لكن ما استشعرتُه ليس طاقتها».
ردّ لِيونار عاقدا حاجبيه، حتى درايتن كان مختلفا عما عهِده.

«أين الأميرة الأخرى بأي حال؟ ألا يُفترض أن تُعطينا تقريرا بما حدث؟».
نظر سِيزار حوله باحثا عن فيولين لكن لا أثر لها فاستوقف الخادم الذي كان يسير أمامهم ليسأله.

«سموّها غادرت مع جلالته...».
لم يُكمل كلامه لأن سِيلا قاطعته.

«مع ميكايليس؟!».
صاحت بنبرة حادّة امتزجت مع زمجرة ذئبتها وهزّت أركان المكان من شدة غضبها.

«تلك اللعينة غادرت مع توأمي؟ إلى أين؟ الجحيم؟!».
مع كل كلمة كانت تتقدم نحو الخادم الذي ارتجف خوفا ولم يستطع منحها إجابة مفهومة.

طاقة الإريميا الثلاث إلى جانبها لم تكفِ لإخماد نارِها، كانت مستعدة لتمزّق فيولين إلى مليون قطعة وتجعل منها سمادا للحديقة الملكية؛ أما ميكا؟ عقابه خاصّ...

سِيلا ✓Where stories live. Discover now