|13|

18.6K 1.4K 457
                                    


«أين كنتِ البارحة؟».
لم يترك لها سيزار الفرصة لقول صباح الخير حتى، بل بدأ باستجوابها فور دخولها جناحه وغلقِها للباب.

«كانت ليلة تحوّلي، فخرجتُ مع صديقي».
أجابت سِيلا وهي تسترجع أحداث الليلة الفارطة. لم تتذكر الكثير، كل ما حدث عندما كانت في هيئة ذئبها لم يُسجل في ذاكرتها ولا تدري كذلك ما حدث بعد جلوسها في الحديقة مع لِيو.

«صديقكِ؟! هل بدأتِ تثقين بهم وتكشفين سِرّك بهذه السهولة؟».
نهض من مكانه لشدة انفعاله.

«هو من جلبني إلى هنا، ڤان ليسا أخبرته بحقيقتي وائتمنته عليّ. كما أنه لم يفعل شيئا سوى حمايتي ومساعدتي منذ مجيئي».
نبرتها الدفاعية أثارت فضوله نحو مشاعرها تجاه الطبيب.

«ڤان ليسا؟! تلك الـ...».
قهقه سيزار بهستيرية وأفزع سيلا بِرَدّ فعله الغريب.

«تعرِفها؟».
سألتْه بينما جلستْ على إحدى الأرائك.

سار ذهابا وإيابا في خط شبه مستقيم ثم رمى جسده بجانبها.

«هي من حالَ دون لقائنا في قريتك، لكنني أتفهم الآن لِما فعلت ذلك... لو أننا التقينا تلك الليلة في محلّها لكان كِلانا في قبضة الصيادين».
شرح لها وعيناه تُحدقان بالفراغ، تفكيره كان غائبا عن الحاضر تماما.

«لحظة، أنت الغريب الذي قاطع جلستنا؟ مصدر الخطر الذي حذرتني منه؟!».
تصادم كفّها لا إراديا بفخذها محدثا صوت صفعة.

«ذلك كان هراءً فقط لإخافتكِ ومنعِك من لقائي. هل أبدو لكِ كشخص خطير؟».
مال سيزار ناحيتها ورسم على وجهه تعابير بريئة.

ناظرته سيلا بحاجب مرفوع وابتسامة ساخرة ثم دفعته للخلف قليلا.

«أنتَ مُطارد من قبل الصيادين، ملك اللايكان يظنّك اللايكان الأبيض لكنك لست كذلك، تعرِف أشياءً لا يعرفها الكثيرون و...».
وضعَ يده على فمها ليُسكتها.

«حسنا حسنا، فهمت. اخرسي».
تحدث بانزعاج ثم بدأ بتناول فطوره.

«هل كنت تضع أحمر شفاه ذلك اليوم؟».
تساءلت سيلا بخجل.

«كل ما لاحظتِه فيّ كان شفتاي؟!».
تكلّم بفم مليء بالطعام فتناثر بعضه عليها.

«أسحبُ قولي، امضغ وفمك مغلق رجاء».
ردّت باشمئزاز ورفعتْ ذقنه بسبابتها حتى تُغلق فاهه.

«فقدتِ سوارك؟».
لاحظ سيزار رسغها العاري فنهض وجلب سوارا آخرا مماثلا للذي أعطاها إياه البارحة.

اشتمّته سِيلا ثم ارتدته. رائحته كانت مختلفة، أقوى من السابق.

«كم سيستغرق حتى يُعطي مفعوله؟».
تسلل الأمل إلى قلبها ببطء، قد تُشفى من هذه اللعنة وتصبح لايكان عاديّا قريبا.

«لا أدري، هذا ليس عِلما دقيقا. لقد استغرق معي سنتين حتى استطعتُ التحاور مع ثعلبي ثم اتخاذ هيئته عند رغبتي».
إجابته كانت مصدر إحباط عظيم لها فاكتفتْ بالإيماء برأسها ثم التحديق بالسجادة المعقدة التفاصيل.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now