|07|

22.7K 1.7K 284
                                    


في اليوم التالي، نهضت سِيلا بصعوبة من الفراش بسبب الوجع الذي تشعر به كلما انقبضت عضلاتها. حتى الضحك على دعابات راف كان مؤلما.

وجدت نفسها تنتظر زيارة مفاجئة من لِيو ليُريحها بلمسته الشافِية لكنها تعلم أنه ليست لديه أية مسؤولية تجاهها وليس مُجبرا على تفقدها كل يوم، قام فقط بإسداء معروف لها لربما أسداه للكثيرين ممن عالجهم.

هو يبدو من فاعلي الخير الذين تسعدهم مساعدة الآخرين في كل وقت... من السهل جدا الإعجاب بهكذا أشخاص وتخيّل مستقبل آمن ومستقر معهم.

سِيلا ليست معجبة به... أو ربما هي لم تدرك حقيقة مشاعرها نحوه في تلك اللحظة، تريد فقط أن تراه مجددا. هل ليُعالجها بصفته إريميا أم ليؤنسها بصفته أول من تعرفت عليه في هذه الأرض الغريبة؟ ليست مستعدة للبحث عن الإجابة بعد.

كان اليوم كسابقه، الأميرة فيولين تتباهى بحذاء جديد أهداها إيّاه خطيبها مؤخرا، بريتا تتذمر من كل شيء وأعمال متعِبة حتى المساء.

لولا جرّ داني لها غصبا إلى بهو الخدم للعشاء لكانت سيلا فوتت الوجبة ونامت على معدة خاوية.

أثقلها الطعام وانتهى مخزونها من الطاقة فخلدت للفراش باكرا دون أن تزور الحديقة فقضت الليلة تحلم بها وبتلك العجوز الغريبة وهي تسبح مع النيريد.

في اليوم الثالث، استيقظت وقد اعتاد جسدها قليلا على العمل فلم تتألم كثيرا، وعزمت على القيام بأشغال الحديقة مهما كانت مُنهَكة بالكاد تستطيع الوقوف باستقامة.

حلّ المساء واكتست السماء بثوب داكن يحجب نور القمر عن المملكة، ورغم الظلام الدامس إلا أن سِيلا خرجت في تلك الليلة حاملة بعض المعدات البسيطة التي تتمثل في مِرشّ ومجرفة صغيرة لتحريك التربة.

زخّ المطر قليلا مُلطّفا الجو ومُطلِقا رائحة الأرض المبتلة التي يعشقها البعض ويمقُتُها البعض الآخر، هي كانت من الصنف الأول.

استنشقت سِيلا الهواء البارِد بعمق مُغمِضة عينيها لوهلة ثم بدأت التجوّل بين الشجيرات وأجمات الأزهار المتعددة الألوان بعد أن استغنت عن الأدوات التي تبيّن أنه ما من داعٍ لها.

كانت حواسّها مشغولة بتوجيهها في الظلام دون الاصطدام بأيّ غصن خارج عن المسار أو الدّوس على الأعشاب المنتشرة، لذا حاسة سمعها الحادة عادة لم تلتقط صوت أنفاس أحدهم إلى أن انعطفت إلى يمينها فتفاجأت بالشاب الجالس على أحد الكراسي الرخاميّة بجمود تام كأنه تمثال من خامتها.

باغتها وجوده ففزِعت مُتراجعة للخلف لتقع على أسفل ظهرها مُطلِقة صرخة قصيرة. بينما انتبه هو للخرقاء التي عكّرت هدوء جلسته فنظر ناحيتها باستعلاء.

«بشرِيّة غبِيّة».
تمتمَ بِبسمة ساخرة ثم عاد لتأمّلِ السقف الحالِك، لم تكن هناك ولا نجمة واحدة باهتة فقط السواد الحالِك.

سِيلا ✓Место, где живут истории. Откройте их для себя