||22||

7.6K 667 318
                                    


اقترب موعد الخسوف وكل شيء جاهز.

ثاميا، تيرايدا الحديقة الملكيّة، قد كان لها الفضل الأكبر في ذلك. قِواها تحكّمت في توزيع النباتات الخضراء جميعها وجعلتها تنسحب إلى جدران القصر فاقِدة أوراقها أو تعود إلى الأرض كي تُفسح المجال للمرايا العاكِسة التي تمّ تعبِيد وسط الحديقة بها حول بركة النيريد. الهدف منها هو جمع أكبر قدر ممكن من وهج الآلبستارز أثناء الخسوف الأخير لهذا العقد.

عرش سيلين تربّع في محيط دائرة المرايا تلك، لمعانها الفضي المعتاد قد بهُت إلى أثواب ثلجيّة اللون وبجوارها وقفت هيلين في حلّتها الذهبيّة -بمفردها هذه المرة-.

بدأ الآلبستارز التجمّع توأما تلو الآخر، متوتّرين لكنّ أغلبهم متحمّس لخدمة سيدة القمر التي وعدتهم بأن يُصبِحوا أقوى مع توائمهم ليحكموا ممالكهم طويلا. حين وصل آخرهم أُغلِقت الدائرة بصفّ من الحرّاس الملكيّين -رجال جيزمون وهو شخصيا متخفّين خلف الدروع والأقنعة المعدنيّة طِبقا لخطّتهم-.

الكلّ كان يرتدي الأبيض الناصع، المشهد بدا مأخوذا من الجنة لولا المجزرة التي ستقع فيه قريبا...

«لم يتبقّى الكثير، لكن قبل أن نبدأ... لِيونار، قِف إلى جانبي فأنت تستحقّ هذا بعد كل ما قدّمته».
نطقت سيلين بابتسامة تكاد تصل إلى أذنيها، ما انتظرته مطوّلا سيحدث أخيرا وقِواها ستعود لها.

تقدّم لِيونار مترددا من بين الحرّاس بينما اتجهت نظراته المتوتّرة نحو سيزار وسِيلا، كان لديه شعور سيء جدًا.

«جميعكم صغاري ونُجومي، أعطيتكم كل قدراتكم وخلقتُكم من نور قمري. لا أطلب شيئا في المقابل غير الولاء ؛ لكنّ إن أحدكم رفضني وكفر بي، ما جزاؤه؟».
تشارك الكلّ نظرات اتهام إلى أن صاحت أميرة الإريميا، رايلين، مُشيرة بسبابتها نحو سِيلا، سِيزار وثعلبته.

«إنهم هم يا جلالتكِ! جزاؤهم الموت لكفرهم بكِ!!».
شهقات متفاجئة خرجت من الجميع بينما رمقها الرفاق بحدّة وتعطّش للدماء.

«أعلم من هم، أو بالأحرى من هي التي شجّعتهم على خيانتي...».
ردت عليها سيلين وتركت لحظة صمت درامية ثم نظرت نحو سِيلا وابتسامتها لم تسقط بعد.

«سِيلا، كنتِ صغيرتي المفضّلة، ألم أعتني بكِ جيدًا طيلة حياتِكِ؟ أهكذا تردين الجميل لي؟».
نبرتُها المُعاتِبة جعلت اللايكان ترصّ على أسنانِها وتضغط على ذراع الثعلب التي كانت تُمسِك بها كي لا تقع.

واصلت سيلين خطابها عن كل ما فعلته من أجل مخلوقاتها لكن سِيلا لم تعد منصتة لها، الهمس الذي كانت تسمعه منعها من ذلك.

«آه،كم تكذِب! إنها تُريد قتلكِ فقط لأنك نجمة باهتة في نظرها، لو كانت تنوي حقا حصد قِواكِ لجلبت توأمكِ ليقف معكِ كما جلبت توائم كل الفصائل الأخرى. هي لا تستطيع قتل الثعلب كي لا تفقد قواه لذلك تضع اللوم عليكِ وحدك. ألم أخبركِ أنها كاذبة ملعونة؟ لقد...».
كلمات ذاك الذي سكن أحلامها ترددت في سمعها.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now