||17||

7.4K 649 81
                                    


عصفت الريح بقوّة في الخارج كما لو أنهم كانوا في قلب إعصار هائج، إلا أن جدران الكوخ لم تهتزّ وتوأم الإريميا لم يتأثرا بصوتها. فذلك لم يكن إعصارا فعلا بل فقط أثر خفقان أجنحة الويڤرن الذين حلّقوا دون توقّف في سماء الجزيرة وحول جبل آيهيمر.

«سنوات من العيش هنا تجعلك معتادا على مثل هذه الأصوات التي تبدو كنهاية العالم».
تحدّثت الطبيبة مع ضيوفها بينما استقروا على الأرائك القديمة وبقي أحد الويڤرن واقفا عند الباب.

«منذ متى وأنتِ تعيشين هنا؟».
استفسر لِيونار بفضول.

لم تنطق الطبيبة لبعض الوقت فوقف توأمها خلفها وأحاط خصرها بذراعيه، ابتسمت له وربّتت على يده ثم تحدّثت.

«منذ غادرتُ قصر ملك الإريميا».

«الأميرة رايلين؟! كنتِ هنا طوال هذه السنوات؟».
نهض ليونار سريعا بفعل الصدمة وتلعثم في كلامه.

«نعم، وأنا سعيدة هنا».
ردّت بابتسامة فارتخت تعابير وجهه قليلا.

أميرة الإريميا المفقودة منذ سنوات تبيّن أنها تعيش متخفية بين الويڤرن.

«إذا ذكروني، ماذا تريدون بالآلبينو؟».
استفسرت بعد أن وضعت أمامهم إبريق الشاي.

«سيلين تعلم أن أغلبهم مضطهدون بين بني جنسهم لذا ستوفّر لهم الحماية وتضعهم في أماكنهم الأصلية إلى جانب ملوك كل الفصائل».
شرح لها لِيونار لينكزه سيزار بكوعه رافضا فكرة أن يقف إلى جانب أميرة الثعالب.

«سيلين شخصيا؟».
بدت منصدمة من ذلك.

«نعم، لقد تجسّدت واستقرّت في قلعة ملك اللايكان، وأرسلتنا نحن لجمع الآلبينو».
تحدّث ليونار مجددا.

«إن كانت سيلين من تطلب ذلك فلا نقاش في الأمر، امنحونا بعض الوقت لنجمع بعض الأغراض».
نظرها تحرّك حول الكوخ لتحديد ما ستأخذه فأومأ لها الرفاق موافقين وخرجوا ليأخذهم الويڤرن في جولة حول الجزيرة.

كونها إريميا، الكائنات المفضلة لدى سيلين، فهي ملزمة بالانصياع لأوامرها حتى إن تعارضت مع رغبتها في الانعزال بتوأمها عن العالم المؤذي.

«سيلين حقيرة، لكن الإريميا نعمة بحقّ».
نبرة سيلا المرتاحة كانت بسبب عدم افتعال الأميرة رايلين لمشاكل كبقية الأميرات اللاتي التقوا بهن سابقا، تقبّلت الأمر ولم تكن مصدر إزعاج وأرق لهم.

«نعم، لو كانت كل الأميرات مثلها لعاش العالم في سلام».
أضاف سيزار بنظرة جانبية لتوأمه.

«والآلبينو حمقى متغطرسون يجلبون الدمار للعالم! شبح مزعج... ما كان يجدر بي المجيء مع رفقة الحمقى هذه، لو بقيتُ أجهّز لزفافي أفضل!».
صاحت ثيرسا منفعلة وقد فاض بها الكيل، تعبت من التظاهر بأنها شخص جيّد هادئ وعادت لطبيعتها الحارِقة.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now