|22|

20.3K 1.4K 147
                                    


«ماذا الآن؟».
سأل سيزار ليُخرِج سيلين من شرودها بعد أن نادتهم لاجتماعٍ تلك الليلة.

كانوا جميعا واقفين أمام العرش الذي اعتلته آلهة القمر، سِيلا، لِيو، الأميرة فيولين، ڤاليرا وزوجها اللورد. التوتّر كان ينبعِث من كل منهم رغم محاولاتهم لإخفائه.

«الآن؟ تقومون بأدواركم في أسطورة الآلبستارز».
نهضتْ فتوهّج الفضاء حولها وظهر القمر من بين السحاب ليسطع نوره داخل القاعة التي اجتمعوا فيها.

«أسطورة آلبَستارز؟».
نطقت سِيلا بفضول.

«نعم، أنتِ وسيزار جزء منها».
أومأت سيلين ثم سارت إلى الجدار الزجاجيّ المُطِلّ على الحديقة.

«ألم تُلاحِظوا السماء مؤخرا؟ عدد النجوم يتناقص، ما السبب برأيكم؟».
أضافت بابتسامة حزينة.

«لأنّها هنا على الأرض...».
استنتج لِيو ناظِرا للثعلب واللايكان.

«لهذا الإريميا هم صغاري المفضلون، سريعو البديهة».
ردّت بفخر ثم أكملت.

«نجوم السماء تنطفئ فتُضيء نجوم أخرى على الأرض، نجم من كل فصيلة وتوأم روحه هو ملِك تلك الفصيلة. سِيلا هي النصف الآخر لملك اللايكان وسيزار هو نِصف أميرة الثعالِب».
شرحُها دفع فيولين للعبوس. حب حياتِها، الشخص الذي لم ترى غيره في مستقبلها تبيّن أنه مُقدّر لغيرها.

«سِيلا توأم روح ميكا؟! إذا هذا يُفسّر مشاعري نحوها!».
تحدّثت ڤاليرا ليُناظِرها زوجها بحِدة.

«نعم، كونُكِ توأمه البيولوجيّ فأنتِ تتشاركين معه جزءً من روحِه. هذا يجعُلِك المُرافِق المثاليّ لـسيلا لحمايتِها حتى الخسوف القادِم».
شبكت سيلين يديها ووافقتها.

«مُرافقتي إلى أين؟».
سألت سِيلا، فقد تعلّمت أن تطرح الأسئلة في الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان عندما ينتهي بها الأمر في زنزانة تنتظر الإعدام.

«وما دخل الخسوف؟».
استفسر سِيزار كذلك.

«ألن تخرسوا لحظة وتدعوني أسرد الأسطورة بسلام؟».
عاتبتهم بيد على خصرها فأطبقوا شفاههم جميعا لتتنهد هي وتعود للشرح.

«أسطورة الآلبستارز، أو ما يدعونهم مؤخرا بـالآلبينو هم نُجوم تولد على الأرض خلال القرن الذي تحدُث فيه ثلاث خسوفات دمويّة».
بدأت تسرُد القصة فتموّج الزجاج أمامهم ليعكِس مشاهدا من قرون ماضِية، وِلادة أطفال مُتوهّجين شاحِبي البشرة وذوي عيون كلون القمر ليلة الخسوف الدمويّ.

وِلادتهم سببت الفوضى والكثير منهم تعرّض للنبذ من قِبل عائلته والذين من حوله، وبعضهم تمّ قتله بطرق بشعة أو استعباده للاستحواذ على القوى المميزة التي يملِكها.

في كل قرن تكرر نفس السيناريو وفي كل قرن كانت مجموعة منهم يجوبون العالم بحثا عن أمثالِهم.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now