3- تساؤلات

7.1K 507 94
                                    

لم يكن يتوقع، أنه سيترك حياة الترف والرفاهية، ليعيش مغامرة، لن يصدقها أي كائن، لم يعشها ولم يحس بها.

مغامرة للبحث عن سلام مفقود، مغامرة لإنعاش أسطورة، محاها الزمن، وغابت عن ذكرى الناس.

*******

" أيها الفتى، انهض، أيها الفتى" فتح كين عيناه ببطء، بعد أن كان تائها في بحر من ذكرياته البعيدة، ليتضح ظل شخص، وببطء جسده، كان شخصا شابا.

عدل كين جلسته بسرعة وقال بذعر: أين أنا؟ ماذا حدث لي؟ أين بولس؟

صفع الرجل كين بغية أن يتمالك نفسه ثم قال: تمالك أعصابك يا فتى، لا تقلق أنت بخير، وصديقك بخير أيضا. قال ذلك وأشار نحو بولس الذي سقط على الأرض مغما عليه، بضمادة حول رأسه وكاكاو التي كانت تدور حوله.

لم تقلل الصفعة ذعر كين فمشى على ركبتيه بهلع أكبر وقام بإيقاظ بولس، نهض هذا الأخير وقال ما إن استوعب المكان الذي كان فيه: أين نحن يا كين؟ لقد كان هناك ضوء، أخذ أجزاء جسدي على التوالي ثم.. لا أذكر ماذا حدث بعدها.

هز كين رأسه موضحا بأنه لا يعرف ثم استدار نحو الشاب بتساؤل عميق.

قال بولس بنوع من الخوف والتردد: من هذا الرجل؟

قاطع الرجل حديثة قائلا بنبرة حازمة: من الأفضل لك ألا تتحرك أيها القزم لقد أصيب رأسك.

جلس كين ثم وضع رأس بولس على كتفه بحنيًّة وبعد لحظات صامتة قال كين: والآن أيها السيد أما حان الوقت لتخبرنا أين نحن؟

ضحك الرجل للحظات ثم استدار نحو نافذة مغلقة ومغطاة بستارة ضخمة وقام بفتحها.

دخل ضوء الشمس إلى الغرفة عبر النافذة التي أوضحت بعضا من معالم مدينة قديمة تضج بالناس.

ركض كين إلى النافذة وألصق يديه بزجاجها وقال:" ما هذا؟ ما هذا المكان؟ إنه قديم والناس غريبون أيضا، أين نحن؟ لحظة!" فكر داخل نفسه" لقد كانت الشمس تغرب، أما هنا فها هي الشمس مرتفعة!"

استدار نحو الرجل طالبا بعض التفسيرات الوافية عن مكانهم، لكن الرجل لم يتحرك ساكنا، ثم اتجه نحو كوب قهوة موضوع على الطاولة وارتشفها، فغضب كين من برود الرجل وقال: من؟ من أنت؟

وضع الرجل كوبه على الطاولة ثم قهقه ضاحكا بسخرية وبعد أن التقط أنفاسه قال بنبرة عميقة: أيها الفتى، ألا تعلم من أنا؟ ألا أذكرك بشخص ما؟

استعاد كين أعصابه، أخذ لحظة ليفكر ثم اتسعت مقلتاه الرماديتان كما لو أنه قد أدرك شيئا: مستحيل، أهذا أنت؟ كيف؟

- نعم إنه أنا، أنا ذلك الشيخ العجوز الخرف يا فتى.

فلتت أعصاب كين مرة أخرى وأمسك بقميص الرجل وقال: أين نحن؟ أخبرني.

أمسك الرجل قميصه وحرره من قبضة كين وقال: يبدوا أن عطلا في آلة الزمن خاصتي نقلكما إلى هنا، إلى عصر بلانسيا الأول.

- ماذا؟!

- نعم، وبالتحديد إلى فترة حكم خوري أنطوان خان.

ببطء بدأت علامات الصدمة تظهر على وجه كين، سقط على ركبتيه وهمس: مستحيل.

وكان ذلك حال بولس أيضا.

- "بالله عليك، أخبرنا، من أنت بالضبط؟" صرخا.

*******

بلانسياWhere stories live. Discover now