أيام تمر وتنقضي، ذكريات خلفها الدهر، ومنع عقله نسيانها، ولذلك، وضع مشاعره في صندوق وأقفله، ولم يتوقع أن يأتي يوم، تأبى به هذه المشاعر المكوث أكثر
*******
مسح الفاروق جبين نعمة المستلقية على ذلك الفراش الأثير.
تأمل في الجهاز الصغير الذي تمسكه يداه، " لم لم يتصلوا؟ هل حدث لهم مكروه؟ يجب أن أخبرهم بالذي يحصل في الحال، يجب أن يكونوا قد وصلوا إلى القمة منذ أيام"
لم تمر لحظات حتى اهتز الجهاز، أسقطه على الأرض فزعًا ومتفاجئًا، انحنى والتقطه ثم رد على الاتصال، أصوات صارخة صدرت منه: " وصلنا! فعلناها عمّي!
احتاج عدة ثواني حتى أدرك الأمر، قال بفرح: حقًا؟ أفعلتموها؟
خرج صوت كين: نعم، نعم، فعلناها، أقدامنا تستقر على القمة عمّاه.
قال الفاروق بألم مصطنع: يا إلهي! لم لم تتصلوا بي؟
قال كين: ربما للضباب شأن في ذلك، على الأرجح لم تلتقط الأجهزة الإشارات بسببه.
قال الفاروق: ربما!
كان بولس يستمع إلى المحادثة، التفت غير مصدق للمنظر أمامه، قال محدثًا كاكاو " هل هذا حقيقي؟ " النسيم يداعب وجوههم، كان بولس يقف في المقدمة، حيث القمة، الجهة الأخرى من الجبل كانت منحدرة بشدة، في الأسفل، كانت بحيرة تلمع نتيجة انعكاس أشعة الشمس عليها، في الشمال، قرية صغيرة قد بنيت هناك، بينما الأشجار تمتد إلى الجهة الجنوبية للجبل، أما في الغرب، فقد قبع جبل آخر أصغر من السابق، كانت الأشجار ملتفة حوله بشكل هائل.
قطع حبل أفكار بولس قول بهاء: ماذا؟! أقلت أنهم عادوا؟
قال الفاروق: نعم، الإشاعات تنتشر هنا وهناك، يقولون إنها الخسارة الأولى للكتيبة، أنا فخور بكم.
لم يستطع اكمال كلامه، فقد سمع صرخات فرح وأصوات قفزات تصدر من الجهاز " انتصرنا! انتصرنا!" ابتسم وقال: أنا سعيد لكم، لكنني سأنهي الاتصال.
في القمة، استلقى بهاء وكين وبولس على ظهورهم بفرح، كانت السماء صافية على عكس المعتاد، لبثوا هناك عدة دقائق صامتين، والابتسامات تعلوا وجوههم.
قال بولس وهو يرمي كاكاو في الهواء: كين؟ أتذكر عندما قابلنا الفاروق العجوز لأول مرة، لقد قال أن الشفرة قد تتحول إلى شيء يفصل بين الحياة والموت.
ضحك كين وقال: ويبدو أن ذلك حدث بالفعل، أنا قلت أيضًا، وهل سينقذ الفتى المغوار الأميرة المسكينة؟ ذلك حدث أيضًا.
وبخه بولس: أنت لست مغوارًا كين.
قهقه كين وقال: أنا كذلك بولس، أنا جبان في داخلي.
ESTÁS LEYENDO
بلانسيا
Aventuraمنذ متى بدأ الأمر؟ لا أحد يعلم.. هي قصة خيالية .. اختلط الواقع منها بالخيال .. فغبشت أحداثها وامتزجت مع ذلك الضوء القديم .. تحكي عن صديقين .. سمعوا شعرا من شيخ خرف .. وهم لم يدركوا.. أن ذلك الشيخ كان إسطورة .. وأنه سيأخذهم إلى مغام...
