14 - تمرد

2.5K 234 35
                                    

غزو اجتاح البلد من الداخل، غزا عقائدهم، دمّر أحلامهم، بإرادتهم الكاملة، هاجموا السقف التي كان يحميهم من لهيب النار

*******

في إحدى قاعات قصر الحكم، وبالتحديد قاعة العرش، ركعت ميس على ركبة واحدة كالمعتاد، لكن المختلف أنها كانت وحدها هذه المرة.

سأل زريب سؤاله المعتاد الذي بات مجرد جملة لا تهم بالنسبة إلى الكثير من الخدم اللذين يخدمونه: أخبار جديدة؟

على غير المعتاد أجابت ميس: نعم جلالتك.

- تمرد؟

- نعم، جلالتك.

صرخ زريب: " هراء!" أمسك كأس الخمر المقدم له وألقاه على وجه ميس ثم أتبع: " أنا الملك هنا!

اختلط لون الخمر الأحمر مع دم ميس جرّاء قطع الزجاج المتناثرة، وبينما تقاطرت الدماء من وجهها، أحنت رأسها أكثر وقالت: أرجوا ألا يقلقك الأمر سيدي، إنهم مجرد أطفال، أكبرهم في السابعة عشرة تقريبا، كانوا يتحدثون عن استعادة الحكم أو ما شابه.

قال زريب: من المبكر للأطفال التحدث بتلك الطريقة، تخلصي منهم، في أقرب فرصة، أشرفي بنفسك على المهمة، لا تدعي أحدا يعرف أن هناك شخصا يفكّر بالتمرد علي.

- أمرك يا مولاي.

وبعدما خرجت ميس أمسك زريب إحدى الزهور الموضوعة بجانبه ثم نقلها من يد إلى أخرى، وبحركة مفاجأة قام بنزع كل بتلاتها بغضب ثم قال:" براعم التمرد تلك يجب أن تدمر باكرا " ثم عاد الهدوء ليعمَّ أرجاء المكان وأخذ زريب يفكّر بعمق، عن شخص، غدا إحدى كوابيسه المعتادة.

*******

أمام وادٍ عميق، يمر به نهر في منتصفه، وبجانب شلال يصبُّ في ذلك النهر، وقف كين وبولس وقد بدا عليهما الاستغراب.

قال بولس: قالوا إنه على بعد نصف ساعة من هنا؟

- نعم!

- إذا، ماذا يفعل هذا الوادي هنا؟

- وما أدراني!

- هل يعقل أن يكونوا قد خدعونا؟

- لا، لأنني سألت كبار السن فقط.

- لم؟

- لقد بدوا لي أكثر صدقا.

- هل أنت أحمق؟

- ربما! على أية حال أنت تسأل كثيرا أتعلم؟ حسنا أين النبع؟

أشار بولس إلى منطقة شجرية وقال: أترى الأشجار هناك؟ أرجح أن هنالك قرية خلفها فموقعها مناسب، لا وحوش، طعام، وماء! ولذلك أعتقد أن النبع بالقرب منها.

- لنفكر في حل الآن.

- هل ننزل بالحذاء العائم؟

- إن هذا يلفت النظر كثيرا! لننزل عبر الصخور.

بلانسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن