44 - لأنني مسلم

1.9K 207 215
                                    


كم أتمنى أن تتلاشى كل تلك الذكريات من ذاكرتي لأبني لي عالمًا جديدًا، أرغب بأن تتلاشى تماما كالسحاب حينما يتشكل ثم تبعده الرياح إلى مكان بعيد، على الرغم من ذلك أنا أدرك، أن ذلك السحاب سيتحول إلى ماء يومًا، ويكون ذا فائدة بالنسبة إلى شخص ما.

*******

انحنى بهاء والتقط الخنجر، تقدم بولس خطوتين ليحاول منعه لكن كين أوقفه وأشار له بأن يبتعد.

قالت بعد أن أغمضت عينيها: افعلها، أمامك دقيقة.

رفع بهاء النصل عاليًا بينما حاول بولس أن يتحاشى ذلك المنظر، لكن جسده أبى أن يستدير، أخذ بهاء نفسًا عميقا، بينما جعل جهة النصل الحادة نحو الأسفل، أخذ نفسا عميقا آخرًا وشد على قبضتيه الممسكتان بالخنجر، وأخيرًا ثالث، وانطلق النصل نحو الأسفل.

فتحت ميس عينيها بدهشة حينما شعرت بالخنجر يقع بجانبها على الأرض، سمعته يتنهد ثم يقول: لا أستطيع فعلها.

وقفت وغضبها على أشده، أمسكت بقميصه بينما أشاح بوجهه عنها، قالت بنبرة غاضبة: لم لَم تفعلها؟ منحتك فرصة لتحصل على انتقامك، منحتك فرصة لتفرغ ذلك الكره عن قلبك، منحتك فرصة لترتاح من هذا الحمل الثقيل، لماذا لم تغتنمها أيها الأحمق؟

أمسك بيدها محاولًا أن يحرر قميصه بدون أن ينجح، وقال بهدوء بينما التمعت عيناه الموجهة نحو اللا مكان: لأنني .. مسلم.

نجح في تحرير ملابسه حينما أرخت قبضتها قليلًا، واستدار جزئيًا ليتجه نحو الطريق المؤدي إلى القرية، لكنه فاجأته بسحبه مرة أخرى ثم اقترابها من أذنه لتهمس له بشيء ما.

اتسعت عيناه حالما ابتعدت، ابتسم بينما أحنت رأسها وأشاحت بوجهها عنه.

استدار وأكمل طريقه نحو القرية ولحقه كين وبولس برفقة كاكاو.

قالا: ما الذي قالته؟

ابتسم بهاء ابتسامة رضى وقال من دون أن ينظر خلفه: لقد أعلنت إسلامها للتو وحسب.

*******

تأملتهم بينما ابتعدوا، تنهدت، من كان يتوقع أن تعود لذلك الدين بعد أن ابتعدت عنه طوال هذه الفترة، تنهدت مرة أخرى ثم قالت ببرود من دون أن تستدير: أخرج من النفق .. حيدر.

خرج ظل من النفق، كان حيدر يقف خلفها مصفقًا بيديه بينما يقهقه، قال: مثير! خائنة أخرى!

استدارت ليصبح أمامها، قال بينما استل مسدسه: ماذا أفعل بك الآن؟

نظرت في عينيه ثم أغمضت عينيها وقالت: افعل ما تشاء.

ما هي إلا لحظة حتى وصل إلى مسامع الثلاثة صوت إطلاق نار من خلفهم.

استدار كين وهم بالعودة لكن بهاء أوقفه: ليس أمامنا وقت إنه فجر اليوم الحادي عشر، لنذهب لنستأجر عربة بأقصى سرعة.

بلانسياWhere stories live. Discover now