27 - انسحاب

1.9K 207 33
                                    


كبرياء لا يسمح بالتراجع، يسمح لك باقتحام أماكن عديدة شعارها الا عودة، قد تقف صامدا أمام شق افتعله الزلزال، لكن للقفز إلى جانب آخر، عليك بالتراجع خطوتين

*******

لم تستطع المجموعة حتى رؤية الأشجار وسط الضباب الشديد، فاستراحوا في كهف صغير، قال كين: أتمنى أن يخف الضباب، نحن لم نستطع حتى إشعال النار، بخار الماء يمنعنا.

أومأ بولس موافقا وكاكاو الخائفة بين يديه.

بعد ساعات خرجت المجموعة من ذلك الكهف، ساروا لعدة ساعات وسط الضباب، كانت الأرض موحلة للأمطار التي هطلت قبل بضع أيام، ولعدم وصول أشعة الشمس لها وسط الضباب، الجو بارد لارتفاعهم، الإصابات على مر الرحلة بدأت تؤلم أجسادهم، حتى صرح بولس: لنسترح يا رفاق.

قفز بهاء نحوه بغضب وقال: أيها الصغير، هل ترى أننا في وضع يسمح لنا بالاستراحة.
قال بولس: لكننا نسير منذ ساعات.

صفع بهاء بولس وقال:" علينا أن نصل إلى القمة!" ولم ينتبه للقبضة المتوجهة نحوه، قبضة كين.

سقط بهاء أرضًا وصرخ متحسسا ألم اللكمة بيده: ماذا فعلت يا سافل؟

أمسك كين قميص بهاء وصرخ في وجهه بينما كانت كاكاو قد نفشت فروها: كل ما نطلبه هو استراحة، أنت الأكبر بيننا هنا، تحمل المسؤولية، كيف تطلب منا المسير هنا، نحن بالكاد نرى بعضنا لشدة الضباب، الكتيبة قد تهاجمنا في أي وقت، الطعام بدأ ينفذ، نحن لم نر الشمس منذ أيام، لا نعلم ما هو اتجاهنا، لم نعد نسمع صوت النهر، كيف سنجد الماء؟ ألم تر بولس؟ الحساسية أكلت بشرته لتغير الجو، بشرته شاحبه وصفراء كشعره، ألم تر قدمك؟ التقرحات تملؤها، ألم تر جسدي؟ طلقتان من مسدس حيدر صنعت ندوبًا فيه، ألم تر روحنا المعنوية؟ لقد اختفت، لقد تبخرت! ومع كل هذا كيف تطلب منا إكمال المسير وأعصابك تحترق؟ كيف؟!
لم يستطع بهاء الكلام، وبدلا من ذلك، أغمي عليه منهكًا.

على الرغم من الكلام الذي قاله كين، هو لم يعلم بالذي حدث للمجموعة صباح ذلك اليوم.

*******

بعد شروق الشمس وقبل أن يشتد الضباب، قبل عدة كيلومترات من مكان المجموعة، سمع حيدر وميس انفجارًا، لم يكن صوتا غريبا، إنها ألعاب نارية تأمر بالانسحاب.
- "ماذا؟!

قفزت ميس فوق أحد الأشجار لتتأكد من الذي سمعته، بلى، ألعاب نارية بالكاد تُرى بان دخانها فوق إحدى القرى، قالت: مولاي يأمر بالانسحاب.

أمسك حيدر شعره وهو جالس فوق حصانه وقال: مستحيل! هل فشلنا؟

همست ميس: عشرة أيام!
- ها؟

قالت: مرت عشرة أيام منذ وصلنا إلى هذه الجبال.

خلع حيدر حزامه، داره حول ذراعه وتفحصه ثم قال: مستحيل! ست علب طلقات استهلكتها على هؤلاء الأطفال؟!!

قفزت ميس على الحصان ثم جلست عليه خلف حيدر على عكس عادتها التي ترفض الاقتراب من الرجال، قالت: تحرك، مولاي يستدعينا!

أمسك حيدر اللجام وانطلق نازلًا الجبل، همس: نحن في نفس التيار.

قالت: ماذا؟

قال بابتسامة: أنت لم توبخيني على رغبتي للانتقام من مولاي خوري، نحن لدينا نفس الهدف.
- وأنت هدفي التالي، لازلت لم أسامحك على الذي فعلته.

اتسعت ابتسامته مترقبا للإثارة بعينين لامعتين.

*******

كان الضباب قد انقشع على نحو ما حينما جلس كين في كهف أمام جسد بهاء المستلقي مترقبًا استيقاظه، كان بهاء يهمس أحيانًا: "أبي، أين هو؟، بوح، أمي أهربوا، ميس!" أحضر بولس برفقة كاكاو لكين بعض الماء وقال: لقد أُنهكت أعصابه، لم أتوقع ذلك، أعتقد أنه يحلم بتلك الليلة.

قال كين بهدوء: لقد أنهكت ميس أعصابه إن صح القول.

قال بولس: الطعام بدأ ينفذ، كين.

وقف كين وقال: هل انقشع الضباب؟

أجابه بولس: ليس تماما، لكن يمكنك رؤية الأشجار.

ارتدى كين معطفا جلديا كان موضوعا في إحدى الحقائب وقال: سأخرج للبحث عن الطعام.

حذره بولس: إن هطلت الأمطار، عد أدراجك.

أومأ كين له وخرج.

في الأيام الأربعة التي تلت ذلك، كان بهاء يستفيق لعدة ساعات ثم يعاود النوم، ولكن مما أثار قلق كين وبولس، انقطاع الاتصال مع الفاروق.

وأخيرا ومع غروب شمس اليوم الثالث، قررت المجموعة استئناف الرحلة مع طلوع الشمس، أي في اليوم الرابع من الشهر الثامن.

،
،
،
،
انا ابث الفصل لكم من هاتفي النقال لذلك تأخرت

حسنا عدة اسئلة عن الفصل

اام لا لن أضع أسئلة لقد كان قصيرا

واعتذر على التأخير

بلانسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن