31 - ميس

1.8K 199 46
                                    


أناس نقابلهم ويجبروننا على نسيانهم، وآخرون لا يرحلون إلى وقد وشموا فيك علامة على مرورهم، فكثير من مروا علينا، وقليل منهم ذكروا في ألبوم ذكرياتنا القديم، لكن .. التاريخ يعيد نفسه مهما كبر فارق السنين.

*******

في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن، جلس كين وبولس مع بعض الشبان في القرية يستمتعون بوقتهم، يتصارعون ويمرحون ويتناقشون في أسباب تافهة.

قال كين بعد أن تأمل من حوله: لا أرى نساءً حولنا.

قال أحدهم: إنهن في المنازل في الغالب.

قال بولس: لم؟ ألا يخرجون أبدًا؟

قال جواد: الرئيس عزيز يضع قوانين صارمة بخصوص النساء، نحن لا نستطيع لقاء إحداهن سوى اللاتي في عائلاتنا.

قال كين: هذا صعب، صحيح؟

أجابه أحد الشبان: على الإطلاق يا فتى، إن هذا مريح للجميع، لقد اعتدنا على الأمر.

قال كين: أنتم شهدتم الحرب صحيح؟

سكت الجميع ولم يجيبوا.

قال بولس بمرح: آسفون، آسفون، لم نقصد إيذاء مشاعركم، نحن الذين لم نشهد الحرب إطلاقًا.

قال أكبرهم ويدعى عماد: لا بأس، نحن لم نشهدها طويلا، بالأصح لا نملك ذكريات عن هذا، كنا صغارًا، أنا كنت في السابعة آنذاك، تعلم، لقد مر خمسة عشر عامًا على انتهائها، أغلبنا ولد أثناء الحرب.

وصل اتصال من بهاء فرد كين على الاتصال وقال: مرحبًا بهاء، هل أنت بخير؟

علت الدهشة وجوه الجميع، همس جواد لبولس وقال: أهذا هاتف؟

قال بولس بتردد: تقريبًا، يمكنك قول ذلك.

كان كين يقول في ذلك الوقت: بهاء، أتريد التعرف على الشبان هنا؟

خرج صوت بهاء: نعم يسرني ذلك.

رفع كين الهاتف وقال: تحدث.

قال بهاء: مرحبًا جميعا، اسمي بهاء، يسرني التعرف عليكم.

بمرح مفاجئ عرف الجميع بنفسهم لبهاء الذي ضحك وقال: على مهلكم، لن أستطيع التعرف عليكم هكذا، انتظروا حتى أتي إليكم، وعندها لنمرح معًا.

ضحك الجميع لمعرفة مدى غبائهم لكن جوادًا قال: بهاء هل ستأتي للقرية؟

قال بهاء: نعم سأنطلق في الغد.

سأل أحدهم: وكيف ستعرف الطريق؟

قال كين: سأذهب أنا وعندما أصل إلى هناك سينطلق هو للأسفل.

قال جواد مصطنعا الحزن: هل ستغادرنا أوس؟

ضحك كين وقال: إنها عدة أيام وحسب جواد.

بلانسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن