22-هجوم

2K 231 80
                                    

قلوب متعطشة، تهاجم الناس كالوحوش الجائعة، دمّروا حياة الناس، ولم يدركوا أنهم يدمّرون حياتهم بأيديهم، قلة أيقنوا الأمر، أن هذا الحدث هو ما يسميه الناس بالحرب

*******

دخل العم مروان منزله الكبير في قرية الأسر، هجم عليه الكثير من الصغار يحتفلون بعودته، اجتاز تلك الكومة الصغيرة مبتسما متوجها إلى أكبرهم، كان وائل يقف مبتسما ممسكا رمحه بين يديه، قال بينما يدير الرمح بيديه: مرحبا بعودتك، أجزم أن أيام سجنك كانت صعبة.

ابتسم العم مروان وربت على كتفه قائلا: كانت مجرد أيام لا أكثر، ولا أقل.

وائل طويل، قصير الشعر، أشقر، رشيق الجسم ومرن، عيناه كبيرتان زرقاوان، حاد الذقن.

جاءت مجموعة أخرى من الأولاد، أعمارهم تتراوح بين الرابعة عشرة والعشرين، حيوا العم بأدب على عكس البقية من الصغار.

بينما اتجه العم مروان إلى غرفته أشار لوائل أن يتبعه

تبع وائل مروان بهدوء، أقفل العم مروان الباب وراءه ثم جلس على أريكه بنية مطرزة بخيوط ذهبية.

جلس وائل أمامه، قال مروان: ماذا حدث في غيابي؟ هل أتى جامع الضرائب؟

قال وائل: لم يحضر أحد عمي.

-                  وهل دربت المجموعة الكبيرة جيدًا؟

-                  كما أمرت عمي.

-                  لأخبرك الحقيقة، قابلت الحاكم الفاروق قبل عودتي.

-                  وهل هو وبهاء بخير؟

-                  سأخبرك القصة فيما بعد، أنا هنا لأحدثك عمّا قاله لي قبل خروجي من منزله، لقد قال لي شيئا غريبا.

-                  هل..؟

-                  لم يوضح الكثير، لكن نعم، أخمن أن الوقت قد حان.

*******

صرخ كين: من أنت؟ أخرج حالا.

ضحك الصوت ثم قال:" أخرج؟ لا داعي لأن تتسرع واستمتع بآخر لحظاتك، فما أن أخرج سترى الموت يلوح أمامك." تحركت الشجيرات، ثم خرج جسد آسر الضخم منها تبعه حيدر بحصانه ثم خرجت ميس وقد وقفت فوق الشجرة.

قال كين: أنــــ..ــــــــــتم؟ ماذا تريدون؟

قال حيدر بينما كان يعد مسدسه: لا شيء... سوى قتلكم.

-                  وكأننا سنسمح بذلك.

نزلت ميس من الشجرة ثم تقدمت عدة خطوات وهي تقول: "لا مفر من الموت إن لاح يا فتى." سكتت للحظة حين رأت بهاء، ابتسمت وأحنت رأسها لكتفها بينما عقدت ذراعيها ثم قالت:" أنت، ألم نلتق قبلا؟"

بلانسياWhere stories live. Discover now