40 - خريف بلون العنقاء

1.8K 185 100
                                    


خطوة، خطوتين، ألا تستطيع الوصول إلى هدفك على الرغم من سيرك بخطوات ثابتة إليه؟

حسنا، لم لا تركض؟

أليست الطريقة الأسرع للوصول؟

*******

لهث بولس متعبا بعدما غربت الشمس وراء الجبال.

مسح بهاء العرق المتصبب منه وقال لبولس: بولس! أعتقد أننا اقتربنا من القمة، بضع ساعات ونصل.

ركض بولس أكثر وقال: على الأرجح أن كين قد وصــ.. ما هذا؟

لحق بهاء به وقال: ماذا؟

كان الحصان هناك قابعا في مكانه، وآثار مشي كين تمتد نحو الأعلى.

مسح بهاء على ظهر الحصان وقال: أين كين يا ترى؟

أشار بولس نحو اتجاه القمة وقال: هناك في الأعلى.

ولم يكن أمامهم من خيار، إلا أن يقتفوا أثره.

مرت الساعات بسرعة، وبهاء وبولس يكافحان ليصلا إلى القمة بأقصى سرعة، وبالفعل، خطى بولس آخر خطواته على تلك الأرض الصخرية، ليجدا كين واقفًا أمامهما منتصبًا، شامخا رافعًا رأسه بكبرياء، يتأمل ذلك المنظر على ضوء القمر.

قال بهاء: كين؟

التفت كين مبتسما وقال: لقد تأخرتم يا رفاق، هيا تعالوا الشمس ستشرق بعد قليل.

اقترب الاثنان من كين، ووقفا على رأس تلك الصخرة المرتفعة، سأل بولس: هل سنجد الحل حقًا؟

ابتسم كين ابتسامة صغيرة وقال: انتظر وسترى!

دقائق طويلة بدت وكأنها سنوات، حتى أشرقت الشمس من خلفهم من جديد!

ببطء تشكلت ظلالهم أمامهم، وفي لحظة، ومض ضوء أحمر شديد، على الجبل الصغير أمامهم.

ابتسم كين وقال: توقعت ذلك.

أكلت الدهشة ألسنتهم، متأملين بتعجب ذلك الضوء الأحمر، الذي أخذ يومض بقوة أكثر وأكثر أمامهم، ضوء أحمر ناري.

لحظات صمت مرت، صمت مختلط بنشوة سعادة، صرخ بهاء: رباه، يال الروعة.

قال بولس بدهشة: كين؟ كيف عرفت حل الشفرة.

ابتسم كين وقال: لولاك لما عرفت مكانها، إنه الاعتدال الخريفي.

قال بهاء: الاعتدال الخريفي؟

أتبع كين: لقد قلت، على الرغم من أن الليل قد أصبح أطول بقليل، نعم، لم أدرك الأمر لكون الخريف بدأ مبكرًا في هذا العام، لكن الأمر سهل جدا، في اليوم الذي يبدأ به الخريف، أي ما بين اليوم الواحد والعشرين والثالث والعشرين، يزداد وقت الليل حتى يصبح بطول النهار خلال اليوم.

أدرك بولس وقال: وحّد الزمن في الأرجاء! هذه يعني! الليل والنهار المتساويين في هذا العالم؟!

بلانسياOnde histórias criam vida. Descubra agora