مع تقدّم الزمان، يخلف وراءه ندبات وجروح، جروح تبقى للأبد، جروح لا تلبث إلا وأثرت على حياتنا وممتلكاتنا، لكن من بين تلك الجروح، جروح سريعة الالتئام، بفضل مرهم سحري وحيد، مزيج من النسيان والصحبة.
*******
أثناء الغروب في منزل صغير، كين والفاروق يتحدثان، حيث قال كين وهو يحل أحد الألغاز المحمّلة على هاتفه: عمّي، ما هو طائر العنقاء؟
قلّب الفاروق صفحات الكتاب الذي يقرأه: أسطورة عربية قديمة، أعتقد.
نظر كين إليه ثم أكمل حلّه للغز وقال: حدثني أكثر، لم أستفد شيئا من عبارتك للتو.
قال بدون أن يحرك عينيه: طائر كبير بحجم الجبل، يعيش في الغرب، لونه أحمر ناري، وعندما تنظر إليه ستعتقد أنه يحترق، أتريد أن أحدثك أكثر؟
أجاب كين: المزيد بعد.
- لا أعلم الكثير ولكن يقال إنه عندما يموت، يحترق وتخرج من رفاته حشرة تكون الطائر التالي.
- سحقًا، يا لها من خرافة.
- بالضبط، أنت تفكر بالشفرة؟ كان سيكفيك لونه فقط.
- أردت أن أعلم المزيد فقط، تبًا! لقد خسرت.
سأل الفاروق: ما بك كين هل أنت غاضب؟
قال كين وهو يضغط على شاشة الهاتف بأصابعه بكل قوة: لا، لم؟
- أنت لا تتلفظ بهذه الألفاظ عادة كـ تبا وسحقا.
- هل لاحظت ذلك؟
- نعم.
قال كين وهو يشد على الحروف: أنا غاضب، غاضب جدا.
كتم الفاروق ضحكته وقال: ما الخطب؟
قال كين: " ذلك البولس، لم يعد يعير لي أي اهتمام، فقط بهاء، بهاء، بهاء" وكان يلمس الشاشة مع كل كلمة.
ضحك الفاروق مرغمًا وقال:" لم أعتقد أن ذلك هو سبب غضبك، لا تقلق ما إن يتقن بهاء ارتداء ذلك الحذاء ستعود الأمور كما كانت." ثم ذهب لإعداد العشاء.
همس كين:" حتى يتقن ارتداء الحذاء ها؟ عندما يحدث ذلك ستكون نهاية العالم قد حلت بالفعل" ثم أكمل لعبه بغضب.
YOU ARE READING
بلانسيا
Adventureمنذ متى بدأ الأمر؟ لا أحد يعلم.. هي قصة خيالية .. اختلط الواقع منها بالخيال .. فغبشت أحداثها وامتزجت مع ذلك الضوء القديم .. تحكي عن صديقين .. سمعوا شعرا من شيخ خرف .. وهم لم يدركوا.. أن ذلك الشيخ كان إسطورة .. وأنه سيأخذهم إلى مغام...