آلاف السنين قد مضت، أشخاص كثُر رحلوا، وأشخاص رأوا تغيّر العالم بأعينهم، فاختلف الناس، البشر لم يفهموا الحياة، ولن يفهموا.
*******
كان الفاروق يجوب أرجاء الغرفة ونفسه تحدثه: فاروق، اذهب وابحث عنهم، لا! لم ترتفع الشمس بعد، لكنهم تأخروا، سأنتظر، هل اصابهم مكروه؟ اختطفهم أحد؟ هما بالفعل كبار كفاية لن يخطفهما أحد، أغمي عليهما؟ ارحلي أيتها الوساوس لم يحدث لهما شيء.
وبينما هو يخوض في غمار أفكاره دخل كلّا من كين وبولس وهما يحملان دلاء الماء، سألهم الفاروق بهلع: هل عدتما؟
نظر إليه كين باستغراب وقال: كما ترى!
- وهل احظرتما الماء؟
ابتسم كين ووضع وعاء الماء على الأرض كما فعل بولس وقال: نعم! ألا تعتمد علينا؟
وقف الفاروق أمام دلاء الماء وقال: لو لم أكن كذلك لبقيتما في منزلي إلى أن تقوم الساعة!
سكنت حركة الفاروق فجأة، وأخذ ينظر في الماء بكل تركيز.
تأمّل كين وبولس به باستغراب وقلق بينما اتجه الفاروق نحو المطبخ وغاب للحظات، عاد وهو يحمل كأس ماء فارغ، انحنى وغمس الكوب في الماء الذي أحضره كين وبولس وشربه على عجل.
سأله كين بفخر: هل رأيت يا عم؟
سقط الكوب من يد الفاروق وهو يهمس: أما والله لقد فسَد الزمان!
- هه؟
التفت الفاروق بغضب وقال: هل تهزآن بي؟
- مـ ماذا؟
- تستبدلان ماء النبع بماء النهر ثم تعودان والابتسامة على وجهيكما وكأن شيئا لم يحدث؟
قال بولس بذعر: كيف عرفت ذلك؟
تقدم الفاروق عدة خطوات باتجاه بولس وقال: أطفال أمثالكم لن يعرفوا الفرق.
- لم يكن أمامنا حل آخر، لقد حاصرنا الوادي..
أمسك الفاروق رأس بولس بيديه ثم قال مقلدًا نبرته: لقد حاصرنا الوادي ولم نستطع فعل شيء، ها؟ ما فائدة هذا الرأس إن لم يستطع التفكير، ألم تفكروا بسؤال شخص ما؟
YOU ARE READING
بلانسيا
Adventureمنذ متى بدأ الأمر؟ لا أحد يعلم.. هي قصة خيالية .. اختلط الواقع منها بالخيال .. فغبشت أحداثها وامتزجت مع ذلك الضوء القديم .. تحكي عن صديقين .. سمعوا شعرا من شيخ خرف .. وهم لم يدركوا.. أن ذلك الشيخ كان إسطورة .. وأنه سيأخذهم إلى مغام...
