52 - أين نحن؟

1.7K 184 164
                                    


كم من سؤال دار في خلدهم في تلك السويعات القليلة، ربما عشرون أو ثلاثون، ذلك التزايد لن يتوقف أبدًا ما دام قد بدأ، فهل فات الأوان؟

*******

فتح كين عينيه ببطء، ليشعر بضوء الشمس الغاربة على بشرته " أين أنا؟ ما هذا المكان؟ " قفز مذعورًا حينما علم أنه في مكان لا يعرفه، وجد بولس بجانبه وأيقظه بذعر قائلًا وهو يهز كتفه: بولس! استيقظ! بولس أيها الأحمق! أفق!

فتح بولس عينيه بسرعة، قال: أين نحن كين؟

أخذ كين يتحسس رأسه متألمًا وقال: جل ما أذكره هو أننا كنا في المتنزه، ثم استيقظت لأجد نفسي هنا.

وقف بولس بصعوبة وقال: جسدي بأكمله يؤلمني.

- هل اختطفنا؟

- مستحيل!

- إذا أين نحن؟

تأمل كين المكان قليلًا ثم قال: " نحن في المدينة القديمة " لمح قطعة معدنية على الأرض كتب فيها: " المدينة الأثرية" فأكمل:" وبالتحديد في المنطقة الأثرية.

قال بولس: ما الذي جلبنا إلى هنا، كين؟

فكّر كين بصمت للحظة وهو يتأمل المكان محاولًا أن يتذكر ما الذي جلبهم إلى هنا، ليفاجأ بصوت بكاء بولس المكتوم.

التفت إلى بولس مذعورًا وقال: " ما بك بولـ.." صمت حالما رأى الشيء الذي يحمله بولس، كانت كاكاو، أخذ بولس يحركها من دون أن تعطي أي ردة فعل.

أخذ بولس ينطق باسمها من بين شهقاته المكتومة: كاكاو.. استيقظي.. كاكاو! كاكاو!

أمسك كين كتف بولس وقال: لا فائدة بولس، لقد..

أغمض بولس عينيه ليمنع كين من الإكمال، ثم تنهد بعد أن كفكف دموعه ليقترح على كين أن يدفنوها في نفس مكانهم.

كانت هناك فتحة خلفتها الأمطار بالفعل تحت أحد الجدران المنهارة، فقام كين بوضع كاكاو فيه ودفنها ببعض التراب لتردم الحفرة وفي وسطها كاكاو، كل هذا وبولس غارق في صدمته، ما الذي أتى بهم إلى هنا؟ وما الذي دفع كاكاو إلى الموت؟ أنا لا أذكر شيئا.

قال كين: لنعد بولس.

أخرج بولس حذاءه العائم من حقيبته، ليفاجأ بأن طاقته مفرغة، قال لكين:" غريب! أكاد أجزم بأنها كانت ممتلئة قبل ساعات، تفقد حذاءك كين.

أخرج كين حذاءه ليتفاجأ بأن الطاقة مفرغة أيضًا، قال: ليس أمامنا سوى العودة على الأقدام.

قال بولس: هذا متعب!

قال كين بعد أن تنهد: أعلم لكنني لا أرغب في المبيت هنا.

أبعد بولس هذه الفكرة المرعبة عن رأسه واتجه نحو المدينة الحديثة.

دخلوا المدينة بعد غروب الشمس، كان لديهم شعورًا غريبًا بأنهم لم يروها منذ فترة، ودهشا حينما أدركا أنهما لم يتعبا على الرغم من سيرهم لبضع ساعات، ما إن خطوا أولى خطواتهم فيها حتى رأوا رجالًا ببزات سوداء يتقدمون إليهم بأحذيتهم العائمة ويصرخون: ها هو سيدي الصغير، إنه هناك!

بلانسياWo Geschichten leben. Entdecke jetzt