34 - اعتراف

1.9K 186 132
                                    

قطرة، تتلوها قطرة، ليصبحن شلالًا، يتشابكون الأيدي ويتراقصون فوق الحجارة، ثم يدفعهن من في الأعلى ليحظوا بذات المتعة، بعد عشرات السنين هن لم يدركوا، أنهن قاموا بنحت تلك الحجارة القاسية، بلين، ونعومة.

*******

كان عزيز يتجول في القرية يطمئن على الناس، وفور انتهائه، اتجه نحو منزله، وتحرك متجهًا نحو الحجرة التي لطالما أحبها، وفور أن فتح الباب رأى صبيًا يعرفه في الغرفة، يحمل كنزًا من أغلى كنوزه، صرخ: ماذا تفعل بهذا؟

أغلق بهاء الكتاب بسرعة وقال مذهولًا: إن هذا...!

قال عزيز بصرامة: أعد الكتاب إلى مكانه.

- هذا الكتاب هو..؟

- أعد الكتاب إلى مكانه يا فتى!

لم يأبه بهاء بأمره ومد الكتاب إليه قائلا: إن هذا هو القرآن صحيح؟ أنت مسلم؟!

صمت عزيز مذهولًا فأتبع بهاء وهو يقلب صفحات الكتاب: "هل أنت مسلم عمّاه؟ أكل من في هذه القرية مسلمون؟ ألهذا تخفون مكان القرية؟ هل أنتم.. مثلي؟" قال عبارته الأخيرة وهو ينظر إلى عيني عزيز.

قال عزيز بدهشة: أنت مسلم؟؟!

قال بهاء وهو يغلق الكتاب ويقرأ الغلاف: نعم، لا يمكن أن أخطئ هذا الكتاب هو القرآن، وهذه الكتب ..

لمس بهاء الكتب وقال: هذه كتب للحديث؟ لم تكن موجودة في القصر حتى، ربّاه! ما الذي سيفعله عمي في سبيل الحصول على هذه؟

- أنت؟ من القصر؟

- لا ليس بعد الآن، ولكن.. أظن أن علينا أن نتحدث؟

- نعم، على انفراد.

- لا ليس وحدنا، يجب على عمي المشاركة في هذا الحوار، وعندما يفعل ذلك أخمّن أن كين وبولس سيكتشفان الأمر.

قال عزيز مضيقًا عيناه: هما يدعيان بــ كين وبولس؟!

تنهد بهاء وقال: أخبرتك، يجب علينا أن نتحدث.

*******

استدعى أحد الشبان بولس إلى منزل عزيز، وما إن وصل حتى وجد بهاءً وعزيزًا ملتفان حول طاولة في غرفة الجلوس، وبينهما، جهاز الاتصال.

سأل بولس: ما الذي يحدث هنا؟

قال عزيز بابتسامة: كيف حالك بولس؟

قال بولس: "ماذا؟ أنا بخير.. لحظة!" قال مضيقًا عيناه ومشيرًا إلى عزيز بإصبع بتردد: " أنت تعرف اسمي؟"

نظر إلى بهاء وقال وهو يضع يديه على خصره: هل أخبرته شيئا؟

قال بهاء: أقدم لك العم عزيز، رئيس هذه القرية المسلمة.

- ماذا؟!

خرج صوت كين من الجهاز وقال: دهشت أيضًا؟ لم يكن هنالك فائدة من التخفي منذ البداية.

بلانسياWhere stories live. Discover now