7- في عصر بلانسيا الأول

4.5K 304 80
                                    

عصر جديد قد بدأ، بعد عصور من الظلام، أنارته شمعة، شمعة من يقين، بأن حلكة الظلام ستنتهي

*******

استيقظ كين وبولس بحلول الصباح، وجدا ملابسًا معلقة لهما كان طرازها يشبه طراز ملابس روما القديمة، لبساها على عجل وبسعادة، ثم اتجها نحو غرفة مؤثثة بأثاث بدا أقرب إلى الأثاث العثماني القديم أكثر من أي أثاث آخر فجلسا على إحدى الوسائد بصحبة كاكاو وانتظرا حضور الفاروق.

جاء الفاروق بعد دقائق وجلس في إحدى الزوايا على وسادة كبيرة، فبدأ كين الحديث: عن ماذا تريد الحديث سيدي؟

- حسنا، نحن لم نعرف بعضنا إلا منذ أيام قلائل فهل لكما أن تعرفاني بنفسيكما أكثر؟

قال بولس: أنا بولس ستيفن، أبي من شمال القارة الكبرى أما أمي فهي من القارة الغربية، على الرغم من صغر حجمي، أنا أبلغ من العمر أربعة عشر، لقد عشت حياة طبيعية تماما.

قال كين: أنا كين مايكل بلاك، ابن الوزير مايكل، درست لسنوات في الشرق ثم انتقلت لبلانسيا حيث ولدت، أبلغ من العمر خمسة عشر سنة.

قال الفاروق: عظيم! سؤالي موجه إلى بولس الآن، كيف التقيت كين أول مرة؟

قال كين باستهزاء: هل تستجوبنا؟

لم يأبه بولس بكلام كين وقال: التقيت كين قبل سبع سنوات عندما هرب من منزله بسبب الملل، اعترف انه استغلني كخادم في البداية ولكن علاقتنا تحسنت مع مرور الوقت.

قال الفاروق: كنت فتى مثيرا للمشاكل منذ صغرك، كين.

قام الفاروق من مكانه عندما سمع طرقا على الباب، خرج من الغرفة وقام بفتح الباب.

سمع كين وبولس صوت الشخص القادم وهو يقول: هل هما في الداخل؟
- نعم، نعم، كيف حالك يا فتى؟
- بخير ماذا عنك؟
- بخير، قم وادخل حتى تراهما.

دخل الفاروق والغريب إلى الغرفة فوجدا بولس وكين وقد التصقا ببعضهما برعب وقد أغمضا عينيهما بشدة.
اقترب الفاروق منهما وقال: ماذا تفعلان، هل تلعبان لعبة غريبة؟

صرخ بولس: نعتذر يا سيدي، على الرغم من أنني لا أدري ما الخطأ الذي ارتكبناه ولكنني أرجوك ألا تقوم ببيعنا.

أضاف كين: هل ارتكبنا خطأ ما في جوابنا على أسئلتك؟

انتظرا جواب الفاروق بتوتر ولكن الفاروق فاجأهم بضحكات عالية جدّا مع قهقهات خافتة من الغريب
.
فتحا أعينهما ببطء وبتوتر فوجدا فتًا في مثل عمرهما واقفا خلف الفاروق فقالا بدهشة: من هذا؟

قال الفاروق بطريقة ساخرة: هذا مالككما الجديد.

صرخا: ماذا؟
جلس الفاروق في مكانه وقال مع نظرة تساؤل: أمزح وحسب، ما الذي جعلكما تعتقدان هذا؟

عدل كين جلسته وقال: بولس من بدأ بكل هذا، وقال انه لا يوجد أي دليل على صدق كلامك الذي قلته بالأمس، وأنك سوف تقوم ببيعنا اليوم، على أية حال من هذا الشخص؟

قال الفاروق: هذا هو بهاء، إنه ابن أحد الأساطير السبعة.

*******

في أطراف العاصمة يقع قصر جميل ذو سبعة قباب كان حجمه كبيرا جدا، على الأقل بالنسبة لحاكم واحد في داخله.

مشت فتاة شابة ذات شعر أسود طويل ترتدي ثوبا واسعا طويلا مع هامة على رأسها وقلادة على صدرها وحزام يحوي عدة خناجر على الخصر ودخلت إلى قاعة الحكم المزينة بالكثير من الزهور يتبعها شاب آخر يرتدي ما يرتديه الناس في تلك الدولة باستثناء بندقية كبيرة على ظهره وعدة أوشم على كتفيه والكثير من الأقراط في أذنيه، ليقفا أمام حاكم تلك الدولة بخضوع، أمام زريب خوري أنطوان خان.

كان زريب يجلس على أريكة ضخمة جدا لا تقل بهرجة عن الغرفة المزينة بالزهور المختلفة عندما سأل ببرود: أخبار جديدة؟

قالت الفتاة وهي تحني رأسها: لا يا مولاي خوري.
- ماذا عنك حيدر؟

قال الشاب: أبدا جلالتك.
- حسنا، يمكنكما الانصراف.

خرج الاثنان من تلك الغرفة ومشيا في ممر طويل بدا أنه لا ينتهي.

قال حيدر: أنتِ، لا تعودي إلى العزلة من جديد، لنتقاتل في الخارج.

تجاهلت الفتاة كلامه فتوقف حيدر عن الكلام والمشي وبسرعة خاطفة أخرج خنجرا ورماه على الفتاة.

تفادت الفتاة خنجره بمهارة والتفتت عليه بحنق، ثم أكملت سيرها.

سحب حيدر خنجره العالق في الجدار ثم اتكأ عليه وقال بهدوء : ميس، ألم تسامحيني على تلك الحادثة قبل سبع سنوات؟

لم تجب ميس، فهمس حيدر بينه وبين نفسه: بجدية؟ لقد بلَغَت التاسعة عشرة.

*******

بلانسياWhere stories live. Discover now