12 - كيف ستكون رحلتنا؟

2.8K 250 64
                                    


أخطار تلتف عليك كالأفاعي، والموت يحدق بك بأعين كأعين البوم، فهل ترغب بالاستمرار؟
*******

بدأ يوم جديد في بلانسيا، مع ارتفاع الشمس كان كين ينظف إحدى الغرف برفقة الفاروق، سأل كين: هل لديك مولِّد؟
- نعم، لِمَ؟
- أريد أن أشحن هاتفي، قد نحتاجه.
- هل أنت متأكد من عدم رغبتك في اللعب به؟
- أتهزأ بي؟

ضحك الفاروق ثم قال: لا أبدا سيدي.

تنهد كين ثم قال: أنت كثير الضحك حقا.
- أتظن ذلك؟
- ألن تذهب معنا إلى الرحلة؟
- لو فعلت، من سيهتم بنعمة؟
- يمكنك أن تدع بهاء يفعل ذلك.
- سأقولها صريحة إن ذهبت معكم، فلن أستطيع حتى معرفة يميني من شمالي وأنا أريدكم أن ترجعوا أحياء.

أطلق كين ضحكة مكتومة عندما دخل بولس وكاكاو برفقة بهاء، مما جعل فارق الطول بينهما واضحا.

كان بهاء مصابًا بالعديد من الجروح الصغيرة في وجهه، وآثار جروح ركوبه للحذاء العائم للمرة الأولى لم تختفي.

تفاجأ الفاروق فسأله: ماذا حدث لك؟ هل تشاجرت مع أحد ما؟
- لا أبدا، أنت تعلم أنني لا أحب جذب الأنظار.
- ماذا حدث لك إذا؟

لم يجب بهاء على سؤاله، وبدا كما لو أنه تجاهله عن قصد.

فجأة بدأ كين بالضحك بصوت عال، بعد لحظات من الدهشة سأله الفاروق: ما بك أنت الآخر؟

أستعاد كين أنفاسه بصعوبة ثم قال: أنا أعلم، أنا أعلم، لقد كنت تتدرب على ارتداء الحذاء العائم برفقة بولس وكاكاو أليس كذلك؟

دهش بهاء من قوله، ثم قال بعد تردد بخجل: نعم وإذا؟

نصب كين وقفته بعد أن كان متقوسا من شدة الضحك وقال: لا، لا شيء، هل أحرزت تقدما؟
- اعتقد أن المشي على القدمين أكثر أمانا وراحة.

قال كين وهو يكمل مسح النافذة: اصمت واعترف بأنك فشلت.

ضحك الفاروق مرة أخرى ثم قال: أنت مخيف يا كين، جدًّا.

رمقه كين بنظرات حانقة ثم أكمل عمله على مضض.

غير الفاروق الموضوع وقال لبهاء: أعلم بأنك تعب، لكن هلّا اشتريت لي بعض المكونات للغداء؟ وأعتقد أنه من الأفضل البدء بشراء حاجيات التخييم منذ الآن.

قال كين: نعم، اعتقد أنه من الأفضل أن نسرع بالذهاب.

سأل بولس: هل سنخيم في العراء؟

أجابه بهاء: نعم بالطبع.
- لكن هذا مخيف، فهنالك الحشرات.
- لا تقلق، لا يوجد في جبل الجناح أي وحوش، وسنخيم في مكان بعيد عن الحشرات.

بدت على بولس علامات الامتعاض.

*******

بعد دقائق كان كلًّا من كين وبولس وبهاء متجهين نحو ساحة التسوق.

كان الدمّار قد شمل معظم الساحة، حينما قال كين: هل يتكرر الأمر باستمرار؟

أجابه بهاء: نعم، باستمرار، على أية حال عندما نستعيد الحكم، لن يحدث شيء آخر بإذن الله.

بدأ بولس بدندنة أغنية كان قد سمعها، سأله كين: لم تدندن؟
- أنا سعيد، أحب هذا المكان.
- لا تفرح كثيرا فنحن مقبلون على رحلة لا ندري ما هي مدتها.

تغيرت تعابير بولس فجأة بطريقة مضحكة ثم قال بتذمر: ومليئة بالنوم في العراء.
- ألا زلت تفكر في ذلك؟
- لأن هذا مرعب.

سأل بهاء: سلوك بولس يجعلني أتساءل، ما هو التخييم في عصركم بالضبط؟

فكّر كين قليلًا ثم قال: في عصرنا، هناك أماكن مخصصة للتخييم، حيث الخيام منصوبة والحطب جاهز، وكل الحشرات يتم إبعادها من هناك، يمكنك البقاء عدة أيام مقابل مبلغ قليل.
- هذا أشبه بالانتقال من منزل إلى آخر، هذا ممل.
- لا أعتقد، فأنت في مأمن طوال الوقت، يمكنك الاستمتاع متى شئت بعيدا عن كل الأشياء التي تزعجك.

قطع بهاء الحوار عندما دخل لإحدى المحلات التي بدت عصرية بالنسبة إلى ذلك الزمن.

انتظر كين وبولس بهاء خارجا، حيث قال بولس: هذا العصر أجمل بكثير.
- لم؟
- لأن الجميع هنا بسطاء، لا وجود للسكارى.

وافق كين على كلامه بإيماءة بسيطة، وتذكر المشاكل التي كان يعاني بها بولس مع عائلته لأن والده كان سكيرا.

مرت دقائق قليلة اشترى بهاء بها بعضا من المعدات وعندما همّوا بإكمال المسير قال بولس: لقد تعبت.

تعجب بهاء من قوله فقال: بهذه السرعة؟

نظر كين إلى بولس فوجده يلهث فهمس إلى بهاء: قدرة بولس على التحمل ضعيفة لصغر جسده سوف آخذه إلى المنزل.

وافق بهاء على ذلك، وبينما ابتعد كين وبولس تساءل في داخله: أي رحلة تنتظرنا؟

ولم يكن الجواب سهلا بالطبع

*******

بلانسياWhere stories live. Discover now