23 - تهور

1.9K 226 121
                                    

أن تفعل أو لا تفعل، ذلك هو السؤال، والجواب هو الفارق

*******

- " أيها الحقير" صرخ حيدر وهو يضرب كين بطرف مسدسه ليبعده عنه " لم اعترضتني؟"

قال كين: وكأنني سأتركك تقتل أصدقائي.

صرخ حيدر به وقد نجح في إبعاده: قصص الوفاء هذه لن تردعني عن قتلك.

تقدم آسر وقال مخاطبا حيدر: هل قتلته؟

أشار حيدر نحو كين صارخا: لا أعلم، هذه الطفل اعترضني.

قال كين مشددا على الحروف: اسمي أوس.

ركل حيدر كين وعيناه الخضراوان تستشيطان غضبا وقال: لا يهمني اسمك، لأنك ستموت هنا والآن.

أمسك آسر قميص حيدر مقاطعا حوارهما قائلا: كتيبة زريب تفشل أمام طفل؟ لا، حيدر القناص يعترضه صبي؟ ماذا سيقول الناس؟

تقدمت ميس نحو كين وقالت: لا أناس هنا أيها الأغبياء.

وجهت خنجرها الملطخ بدماء بهاء إلى عيني كين قائلة: سوى هذا الطفل، أو من الأفضل القول، الشيطان؟

ابتسم كين وقال: لن تخدعيني.

أطلقت ميس همهمة متسائلا فأكمل مبتسمًا وهو يتحسس كتفه الذي استقبل الركلة: " أعلم أنك تكرهين القتل، عيناك تخبرانني بذلك." دخلت هذه العبارات إلى رأس ميس كالصاعقة فما كان منها، إلا أن ابتلعت لعابها بصمت.

وجه حيدر فوهة المسدس إلى رأس كين هو الآخر وقال بهدوء وعينان تنمان عن حقد كبير: نهاية الحوار.

حدّقت عيني كين الرماديتين بعيني حيدر وقال بجدية: قيل لي في بلدتي أن الأسلحة تختار أصحابها ويبدو لي أن سلاحك لم يخترك.

- ماذا؟

في وسط شرود حيدر بكلامه ضرب كين معصمه ليسقط مسدسه على الأرض، التقط كين السلاح ووجهه نحو حيدر، تراجع حيدر خطوتين فقام بتوجيهه نحو ميس وهو يتراجع، قال: لا تقتربوا، أحذركم، سوف أطلق النار.

لم ينتبه كين لآسر الذي قفز خلفه برشاقة على الرغم من ضخامة جسده، أمسك بكين من قميصه ورفعه عاليا.

على الرغم من ذعر كين إلا أنه استطاع الحفاظ على وجه المقامر البارد، وجه السلاح نحو معصم آسر خلف رقبته وقال متأملا في عينيه: أعلم أن جلدك قاس وأن الطلقات لن تؤثر بك كثيرا أيها الرجل الحديدي.

ابتسم آسر فرِحًا باللقب فأكمل كين: لكنني أعلم أيضا أن هذا الجلد لن يفيد إن أطلقت على معصمك مباشرة، الوريد أمامي وإصبعي على الزناد فهل أطلق؟

اتسعت عينا آسر مدهوشا ثم ضحك عاليا وقال: أعجبتني، هل تريد الانضمام إلى الكتيبة؟

*******

ذعر بهاء، سحب بولس جانبا بين الشجيرات وأخذ يبحث عن مكان الجرح وسط هذه الدماء، الظلام دامس، على الرغم من ذلك وجده، إنه خدش في القدم، لكن يبدو أن العظم تضرر مسبقا، أخرج من الحقيبة التي يحمل على ظهر بعض الضمادات وأخذ يلف الجرح بهدوء حتى يجد حلًا فيما بعد، كان يفكر: أتمنى ألا يفعل كين شيئا متهورًا، ليس أمامنا سوى الانتظار.

التفت كاكاو حوله، معارضة.

*******

- " لن أفعل حتى في الجحيم" أجاب كين.

- ظننتك أذكى من ذلك.

لم يكن بإمكان كين الرد عليه فقد حلق عاليا في الهواء ساقطا على ظهره، بذعر، وجّه المسدس نحو المجموعة.

قال آسر: الحق بهم.

بدت على الجميع نظرات التساؤل فأكمل: الحق بهم، وتمتع بما بقي من حياتك، قبل أن تحل عليكم مجزرتي الجماعيّة.

أدرك كين بأن آسر لا يمزح، فوقف بحذر وتراجع بضع خطوات قلقة، قبل أن يلتف راكضا ليلتحق بصاحبيه.

أما في الكتيبة، فلم يجرؤ أحد على معارضة قرار آسر، والتزما الصمت.

*******

مرحبًا، ما رأيكم في الفصل.

حسنًا عدة أسئلة من جديد.





هل حقًا ميس تكره القتل؟



هل أصابة بولس خطيرة عكس ما يعتقد بهاء؟



هل لآسر مقصد آخر في ترك كين يذهب؟





شاركوني إجابتكم، وإن أعجبكم الفصل، صوت وتعليق من فضلكم!

بلانسياDonde viven las historias. Descúbrelo ahora