46 - لقد أثمر

2K 185 166
                                    


لم يشبهون الكفاح دائمًا بكفاح المزارع؟ الجواب سهل، فهل تستطيع أنت انتظار عام كامل في سبيل جناية ما زرعته؟

*******

حلت ظهيرة اليوم الخامس العشر عندما طرق باب المنزل العم مروان.

فتح وائل الباب وهو يقول: أهلا؟

فوجئ ببولس وكين يقفان عند الباب، قال: أرجو منكما المعذرة لكننا لا نملك متسعًا للمزيد من الفتية.

قال بولس: لقد أخطأت الفهم، نرغب بمحادثة العم مروان وحسب من فضلك.

ابتسم وائل وأفسح لهما الطريق، أشار لهما بأن يجلسا على إحدى الأرائك الجلدية أمام الباب قبل أن ينطلق هو بصمت إلى غرفة عمه، تفحصت أعينهم المنزل، كان واسعًا، ونظيفًا، النباتات على النافذة كانت قد أعطت جوًا مختلفًا للمكان، الألوان الفاتحة تفرض سيطرتها على الغرفة، وعلى الرغم من سكن الكثير من الصبية في ذلك المنزل، فقد كان مرتبًا، مما أثار دهشتهما.

أطلت بعض الرؤوس الصغيرة من الممرات الجانبية في المنزل، ابتسم لهم بولس، لكن تلاشت ابتسامته حينما أغمض كين عينيه متعبًا، امتدت يده الصغيرة لتستقر على جبينه، تنهد بقلق وأغمض عينيه طالبًا الراحة.

شعرا بلمسات رقيقة تلمس كل بقعة من جسدهما، فتحا أعينهم بتوتر ليتفاجآ بتلك الكائنات الصغيرة تحاول ايقاظهما، ابتسم بولس عندما رآهم وحمل أحدهم ووضعه في حجره وسأل بينما كان يعبث بإحدى يدي الطفل: ماذا كنتم تفعلون يا ترى؟

قال طفل آخر: نوقظكم.

قال كين بينما شعر بالقليل من التوتر وسط أولئك الصغار: ولماذا؟

قال أحد الأطفال: لأن عمي عندما يراكم نائمين وسط العمل، فسوف يعاقبكم، هو يقول دائمًا، أنهي أعمالك ثم نم.

ابتسم كين وقال: لكن نحن لم نكن نعمل.

حك ذلك الطفل رأسه وقال: نعم صحيح.

قال بولس: أخبرونا بالحقيقة، لم أيقظتمونا يا صغار؟

أمسك ذلك الطفل الذي يجلس في حجره يده وقال وهو يرفع رأسه ليحدق ببولس: نريد أن نلعب!

قال كين: ألا ترون بأننا متعبين؟

تنهد أحد الأطفال بحزن وقال: إنكم تتحدثون مثل الإخوة الكبار.

في تلك اللحظة دخل العم مروان بابتسامته العريضة وهو يتكئ على عكازه، قال: هل أتيتما بأمر من الفاروق؟

أومآ إيجابًا، فابتسم ابتسامته المعهودة وأشار لهما بلحاقه.

اقتادهما العم إلى غرفة أخرى تبدوا كغرفة طعام، أشار إليهما بالجلوس على أحد الكراسي الخشبية وقال: إذا؟ لم أتيتما؟ أهو أمر من جلالته؟

بلانسياWhere stories live. Discover now