37- شك

2K 192 73
                                    


ملاحظة كتبت في عام ٢٠٢٢، بعد نشري لهذا الفصل بحوالي سبعة اعوام: ادرك الآن وجود أخطاء في طريقة دعوة الشخصيات للإسلام، فلا يُخوّف بالإسلام ولا يدفع الناس لله بالخوف، على الأقل، ليس في مرحلتهم لإنكار وجود الله بالكلية، كنت في الثالثة او الثانية عشرة وقت كتابتي لهذا الكتاب، وعلمي كان محدودًا، كما خبرتي في الدعوة، في غالب الظن أنك كمسلم لن تجد مشكلة أو استغرابًا في أسلوب كهذا بالدعوة لاعتيادنا عليه في صغرنا في بيوتنا ومجالس الدين ، وهكذا كنت أنا أظن في عمري ذاك، لكنه ليس بالأسلوب الأمثل لغير المسلم أو للمبتعد عن ربه، ولذا، فإني آمل منكم تجاهل خطئي، والتساهل مع نظرتي آنذاك، وإن كنت سأعدل على هذا الفصل، فسأبدأ بالتساؤل عن الحياة الآخرة، ومصير الإنسان، والمعنى من حياته، والأمانة التي اعتنقها يوم عرض الله الأمانة، وأتطرق إلى المزيد من الدلائل الحسية على وجود الخالق، مجددًا: لم تكن طريقة الدعوة في هذا الكتاب منطقية كل المنطق لمن هم في حال بولس وكين، ولا أطن أنها كانت لتنفع لولا أن هذا العالم محض خيال، وأن الشخصيات موجودة وحسب في إطار قلمي عديم النضج.

قلوب مترهلة، وأنفاس مرتجفة، وأرواح خائفة، اجتمعت في جسد واحد بالكاد، والشك لا يزال يحوم حولهم، محققا هدفه، في زعزعة صفوفهم

*******

في منزل عزيز وفي ذات اليوم الذي أعلن به بهاء عن حقيقته، كان بولس يساعد بهاء في جمع أغراضه القليلة بسبب رغبته في العودة إلى القمة، قال بولس: لم لا تنتظر حتى الغد؟

- لا أريد تضييع أية لحظة قد تقنعكم باعتناق الإسلام.

- لم لا تيأس وحسب، أنا وكين لا نرغب باعتناق الإسلام.

- أنا أرغب، وإلا ستدخلون النار، ولا أتمنى أن يحدث هذا.

- ما هي النار؟

- المؤمنون يدخلون الجنة، الجنة حيث لا برد ولا حر، حيث يتحقق لك كل ما تريد، حيث الحياة الأبدية، حيث القصور والأشجار، حيث أنهار اللبن والعسل، وكل ما لذ وطاب، حيث تنظر إلى أحبابك طوال الوقت، أما النار، في حارة حارقة، لا يموت فيها أي شخص كما هي حال الجنة، ولكن على عكسها، بدل الهناء هناك والعيش بسعادة، تعيش إلى درجة أنك تتمنى الموت، ولكنك لا تموت، يحترق جلدك فيبدله الله جلدًا آخر، لا تخرج منها أبدًا، شرابك ماء مغلي، وطعامك شجرة مليئة بالشوك، وأقل أهلها عذابًا، أن يغلي دماغه نتيجة وضع جمرتين تحت أقدامه، أنا واثق أنك لا تريد تجربة هذا بولس.

- بالطبع لا أريد، لكنك لا تملك دليًلا على أن ما تقول هو الحقيقة.

- هذا ما كان يقوله المشركين سابقًا، الأمر بالطبع حقيقي، أتعتقد أن من خلق هذه الأرض، لن يقدر على خلق هذا؟ إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام وحسب، الحياة الدنيا وحياة البرزخ والحياة الآخرة أمر حقيقي، لا تناقشني في هذا.

بلانسياOnde histórias criam vida. Descubra agora