47 - فارس المجرة

2K 194 185
                                    


قطرات من الدماء تحيط، به، يقف صامدًا في ذلك الليل الحالك وسط كل هذه الجثث، الإصابات تغطي جسده، رفع رأسه نحو السماء، ليغرق بين النجوم.

*******

التصقت نعمة بقدم الفاروق وهو يطبخ طالبة منه اللعب، قالت: أبي أنت ممل!

قال بلا مبالاة: حقًا؟

- ممل جدًا، في السابق كنت تقول: أنا مشغول أنا مشغول، والآن تقول: أنا مشغول أنا مشغول؟

قال بقهقهة: تماما، الأمر كما كان في السابق، لولا أنني أطبخ الآن.

- لم تطبخ؟ أليس هناك خدم؟

- لم يعد هناك، أنا من أصبح الخادم.

- هكذا؟ تطبخ لمن؟

- مفاجأة.

- من؟ من أبي؟ أمي؟!

تغيرت ملامح الفاروق وقال وهو ينحني ليصبح في مستواها: أمك توفيت منذ زمن نعمة.

تغيرت ملامحها هي الأخرى وقال: نسيت.

قال وهو يتظاهر بالفرح: احزري من المحظوظ الذي سيتناول طعامي اليوم؟

قفزت وهي تقول: من؟ عمي سلمان؟

قال بهاء: هو توفي أيضًا إلى متى سنقول ذلك؟

قالت بغضب وهي تجلس على الأرض مستسلمة: لا أعلم، لا أعلم، بهاء لم لا تحضر بوح إلى المنزل؟

تنهد بهاء وقال: بوح توفيت.

تغيرت ملامحها إلى الحزن: من بقي إذا؟

أغمض شخص ما عينيها فجأة وقالت: من هناك.

قال الصوت: احزري.

قالت: أمي.

- لا.

- أبي.

- لا.

- من؟

أزال ذلك الشخص عينيه وقال عندما استدارت نعمة: مفاجأة!

تبدلت ملامحها على الفور وقفزت عليه وهي تقول: خالي وائل!

أخذ يداعبها بينما سقط على الأرض وهي تقول: لم أصبحت كبيرًا فجأة؟

قال وائل: أعتذر لكن مرت فترة، ادخلا، أنتما الاثنان.

دخل كين وبولس وقالا بتوتر لمشاهة نعمة بذلك النشاط: لقد عدنا.

قال الفاروق وهو يزيل القدر عن النار وقال: مرحبًا بعودتكما، أين مروان؟

قال وائل بينما أخذت نعمة تلعب بشعره: عمي يبحث عن مكان ليبيت فيه إخوتي.

أومأ الفاروق برأسه وقال محدثًا كين: هل شفيت كين؟

قال: أحتاج إلى النوم فقط، وسأكون بخير.

بلانسياDonde viven las historias. Descúbrelo ahora