قطرات من الدماء تحيط، به، يقف صامدًا في ذلك الليل الحالك وسط كل هذه الجثث، الإصابات تغطي جسده، رفع رأسه نحو السماء، ليغرق بين النجوم.
*******
التصقت نعمة بقدم الفاروق وهو يطبخ طالبة منه اللعب، قالت: أبي أنت ممل!
قال بلا مبالاة: حقًا؟
- ممل جدًا، في السابق كنت تقول: أنا مشغول أنا مشغول، والآن تقول: أنا مشغول أنا مشغول؟
قال بقهقهة: تماما، الأمر كما كان في السابق، لولا أنني أطبخ الآن.
- لم تطبخ؟ أليس هناك خدم؟
- لم يعد هناك، أنا من أصبح الخادم.
- هكذا؟ تطبخ لمن؟
- مفاجأة.
- من؟ من أبي؟ أمي؟!
تغيرت ملامح الفاروق وقال وهو ينحني ليصبح في مستواها: أمك توفيت منذ زمن نعمة.
تغيرت ملامحها هي الأخرى وقال: نسيت.
قال وهو يتظاهر بالفرح: احزري من المحظوظ الذي سيتناول طعامي اليوم؟
قفزت وهي تقول: من؟ عمي سلمان؟
قال بهاء: هو توفي أيضًا إلى متى سنقول ذلك؟
قالت بغضب وهي تجلس على الأرض مستسلمة: لا أعلم، لا أعلم، بهاء لم لا تحضر بوح إلى المنزل؟
تنهد بهاء وقال: بوح توفيت.
تغيرت ملامحها إلى الحزن: من بقي إذا؟
أغمض شخص ما عينيها فجأة وقالت: من هناك.
قال الصوت: احزري.
قالت: أمي.
- لا.
- أبي.
- لا.
- من؟
أزال ذلك الشخص عينيه وقال عندما استدارت نعمة: مفاجأة!
تبدلت ملامحها على الفور وقفزت عليه وهي تقول: خالي وائل!
أخذ يداعبها بينما سقط على الأرض وهي تقول: لم أصبحت كبيرًا فجأة؟
قال وائل: أعتذر لكن مرت فترة، ادخلا، أنتما الاثنان.
دخل كين وبولس وقالا بتوتر لمشاهة نعمة بذلك النشاط: لقد عدنا.
قال الفاروق وهو يزيل القدر عن النار وقال: مرحبًا بعودتكما، أين مروان؟
قال وائل بينما أخذت نعمة تلعب بشعره: عمي يبحث عن مكان ليبيت فيه إخوتي.
أومأ الفاروق برأسه وقال محدثًا كين: هل شفيت كين؟
قال: أحتاج إلى النوم فقط، وسأكون بخير.
![](https://img.wattpad.com/cover/37388279-288-k370914.jpg)
ESTÁS LEYENDO
بلانسيا
Aventuraمنذ متى بدأ الأمر؟ لا أحد يعلم.. هي قصة خيالية .. اختلط الواقع منها بالخيال .. فغبشت أحداثها وامتزجت مع ذلك الضوء القديم .. تحكي عن صديقين .. سمعوا شعرا من شيخ خرف .. وهم لم يدركوا.. أن ذلك الشيخ كان إسطورة .. وأنه سيأخذهم إلى مغام...