19 - منذ البداية وإلى الأبد

2.3K 244 84
                                    

كثر يكونون في البداية، لكن العبرة فيمن يشد من أزرك طوال الرحلة، حتى النهاية وما بعدها.

قال قائل: لا أريد مئة صديق بل أريد صديقا لمئة عام

*******

كانت الشمس قد اختبأت خلف جبال الجناح، وقد خلفت ورائها ألوانا لا توصف من الأضواء، ومع اختفاء تلك الألوان، استلقى كين على سريره في ذلك النزل الصغير في قرية غربية تقع بجانب الجبال وتدعى بـ " حِبَار "، بينما خرج بولس من حوض الاستحمام وكاكاو المبللة تلحقه بينما تنفض فروها، حينها خرج صوت من تلك الأجهزة السوداء الصغيرة التي يحملها كل واحد من المجموعة المرتحلة، قاموا بإنهاء الصوت عن طريق الرد على المكالمة، حيث خرج منه صوت آخر كان صوتالفاروق: السلام عليكم جميعا.

رد بهاء: وعليكم السلام عمي.

- هل وصلتم؟

- نعم، منذ دقائق، هل أنت بخير.

- تمامًا، وقد اختفت الحمى عن نعمة أيضا.

قال بهاء بابتسامة مشابهة للتي بدت على وجوه الآخريّن: مبارك، هل لديك أية أخبار عن العم مروان؟

- هذا ما اتصلت لأخبرك به، سيتم الافراج عنه غدا مع بزوغ الشمس، اعتقد أنه سيعرج علي قبل عودته إلى قرية الأسر.

- من المؤسف أنني لست هناك، اسأله عن أخبار وائل من فضلك.

- سأسأله بالتأكيد، وداعًا.

- وداعًا.

أغلق بهاء الجهاز فقال كين: لم أكن أظن أن وائل موجود حقا!

قال بهاء: إنه موجود بالفعل إنه في الرابعة والعشرين.

صرخ بولس: أنا بالفعل الأصغر هنا، فيظهر هذا الذي يكبرني بعشر سنوات، ليتها كانت تسعا سأشعر بصغر الفارق نوعا ما.

قال بهاء: هنالك بالفعل من هو أكبر منك بتسع سنوات.

سأل بولس بلهفة: من؟

أجاب وقد اختفى بريق عينيه: حيدر.

قفز بولس على سريره وقال: محال أن أفرح بذكر اسمه.

كان كين قد أصبح جامدا كالصخر، فوخز بهاء بطنه بإصبعه وقال: ما بك؟

أجاب كين: قلت من؟

أعاد بهاء: حــــيــــدر، من كتيبة زريب الخاصة.

صمت كين وفي ذهنه شخص واحد فقط: هل يعقل أن يكون هو؟ محال.

*******

كانت الظهيرة في العاصمة الزهراء، حينما دخل شخص برجل واحدة منزل الفاروق دافعا الباب بعصاه.

اطل رأس الفاروق من إحدى الغرف وقال: أرأيت؟ إنك بالفعل هنا.

قال رجل قد بدأ الشيب يظهر في شعره الخفيف الأسود بوجه بشوش نمت فيه لحية متوسطة: مرحبا، مولاي الفاروق.

بلانسياWhere stories live. Discover now