الزهرة العاشرة : حديث مابعد النوم

682 91 21
                                    

الزهرة العاشرة : حديث ما بعد النوم

فتحت عينيها ببطءٍ شديد لتجدَ ظهرها متكئًا على الجدار بينما تسندُ رأسها على كتفٍ ما، و فوق كتفيها معطفٌ بنفسجيٌ بِلا أكمام،

بعد أن شعرَ بحركتها الطفيفة قربه، قالَ بهدوء دون أن يحرّكَ ساكنًا

راين : هل أفقتِ أخيرًا ؟

همهمت إيجابًا بصوتٍ خافت ليعمَ الهدوءُ بضع ثانية فكسره هو بصوتهِ الهادئ قائلًا

راين : أنا آسف...

رفعت رأسها عن كتفهِ بثقلٍ و هدوء ثم نظرت له بنظراتٍ فارغة يتخللها القليلُ من التعجب ليكمل بهدوء دون أن يلتفت إليها

راين : على كل شيء... أنا حقًا آسف

حولت بصرها نحو خاصرته اليمنى لتقول بهدوء : جرحكَ قد شُفي حقًا... كم من الوقتِ بقيتُ نائمة ؟

فقال بعفوية دون أن يلتفت أيضًا : من يدري ؟... ثلاث ساعات ؟

رفعت صوتها قليلًا ليزداد تعجبها قائلة : إذًا... كيف ؟

بينما لم يتخلَ هو عن هدوءه ليقول : لقد أخبرتك... جرحٌ كهذا سيشفى سريعًا...

لم تجب بياتريس ليعمّ الصمتُ مرةً أخرى، فكسره ثانية قائلًا : لقد كانت تشبهها حقًا... فتاةٌ أعرفها منذ وقتٍ طويل...

بياتريس : منذ وقتٍ طويل ؟

أومأ رأسه بهدوء و هو لا يزال يحدّق بالفراغ : عندما كنا أطفالًا، كنا نلعبُ كثيرًا معًا...

بياتريس : أكانت حبك الأول ؟

أغمض عينيه بتململ ليقول : إنها صديقة طفولتي فقط...

أطلقت "تش " من بين أسنانها و أشاحت بوجهها للجهةِ الأخرى بينما قالت بتململٍ طفولي

بياتريس : ما هذا، يا لكَ من ممل... و أنا من تحمستُ لسماعِ قصة حب لأول مرةٍ في حياتي...

أطلق تنهيدة خفيفة و ابتسم ساخرًا : اخرسي...

خيم الصمتُ مجددًا لتكسره هي هذه المرة : أيّ نوعٍ من الأشخاص هي ؟

قال بهدوء لم يخلُ من الألم و الندم : لقد كانت لطيفة... مرحة، و الابتسامة لا تفارق شفتيها... كنتُ دومًا أشعر بأنها كالشمس...

فقالت متسائلة : كانت ؟، كُنت ؟

راين : لقد ماتت.. منذ وقتٍ طويل... أطول مما تتخيلين...

سادَ الصمتُ مجددًا لتقول : لقد كان يستطيعُ إخراجنا من هنا... ذلك الشخص...

راين : أعلم...

تحدثت بتعجب : لقد كنتَ تحت تأثيرِ سحره عندما تحدّثنا... كيف لكَ أن تعلم ؟

راين : الرياح أخبرتني... لم ألحظ الأمر إلا مُتأخرًا لشدةِ غضبي... آسف...

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now