الزهرة الثلاثون : مَلِكَةُ الزُهور.

467 56 10
                                    

الزهرة الثلاثون : مَلِكَةُ الزُهور.

التفت راين نحو غوبر و انتشل بعض الدماءِ من جبينه و فمه، نقع كف يدهِ بدماءه على الأرض و قال : تابو ماجيكو : بريساس ديمونيوس

*السحر المحرم **نسمات الجحيم

بدأت دماءُ راين بالتوهج بلونٍ أزرق سماوي أحيط بهالةٍ من الظلام و بدأ يتلاشى إلى العدم حتى آخر قطرةٍ منه، ساد جو من التوتر في المكان و وقف الاثنان دونما حراك لبضع ثانية

ثم هتف غوبر ساخرًا : ما هذا ؟، لم يحدث شيء !

التفت غوبر نحو صدفةِ لوكي ليردف : يمكنكما الخر-

لم يكد أن ينهي كلامه إذ برقبته و وجنتيه تجرحان من كلا الجوانب

وقف غوبر ساكنًا بلا أي حراك و وجه كلامه نحو راين دون الالتفات إليه : اوي أيها الوغد.. ما الذي فعلته توًا ؟

علت وجه راين إبتسامةٌ حملت النصر، الثقة و الاستخفاف، بينما عُقد حاجبيه و احتدت نظراته مملوءة ببريقٍ من الثقة

راين : ألم تسمع ما نطقتُ به توًا ؟، أم أن عقلكَ أصبح عاجزًا عن الإدراك ؟

سكتَ عندما لم يجبه غوبر فاردف : نسمات الجحيم، أحد التعويذات العظيمة المحرمة الخمسة في سحرِ الرياح، هي لاتتطلب كمّا كبيرًا من المانا كما يبدو عليها، لكن ليس أي شخص يستطيع تحقيق الشروط لإتمامها كذلك !، و كما يوحي اسمها فهي تعويذة تحوّل أي نسمةٍ صعيرة تلفح جسم عاقل على مدارِ مسافةٍ معينة مركزها جسد الملقي إلى ما يشبه حد نصلِ السيف !، بالطبع لو تحركتَ فستلفح الرياح جسدك ألن تفعل ؟

سكتَ مجددًا ثم اردف : بالمناسبة، لا تظن أن وقوفك كالصنم كاف ليخلصك منها !

اتسعت ابتسامة راين تزامنًا مع اتساعِ حدقتا عيني غوبر

راين : فيينتو مانا : بريسا

*مانا الرياح **نسيم

هَبّ نسيمٌ لطيف على المنطقة أو هكذا من المفترض به أن يكون، فإذ بالقرية و أخشابها تتآكل كما الحال مع كل ما يلفحه هذا النسيم، عدا عن راين طبعًا، الأرض أمست حطامًا، و المنازلُ خرابًا، كما لو أن حربًا عظيمة قد نشبت في هذه المساحةِ الصغيرة، صدفة لوكي العملاقة التي تكاد تطال السماء أمست طبقةً من الوفر الخفيف، وهناك وقفَ غوبر، بهدوء و سكينة، كالهدوء الذي غرق به المكان، جسده استحم بالدماء و الخدوش و الجروح ملأت كل إنش منه، استمر هذا الهدوء بضع لحظة حتى هوى ذاك الجسد الضخم إلى الأرض جاثيًا على ركبتيه، رأسه يحدق بالسماء و يديه تتدليان على الجوانب، السكون و الوحدة يكتسيانه، صوت ارتطام ركبتيه في الأرض انتشل المكان من بحرِ السكون هذا، خَبى من ضوء النجمة الخماسية شيئًا لكنها لم تعتم كليًا، فغوبر مازال يحتفظ من وعية ولو بالقليل فاحتدت ملامحُ راين أكثر للحظة و ارتخت في اللحظةِ الأخرى فجثا على إحدى ركبتيه بدوره

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now