الزهرة السابعة و الأربعون : صَوتٌ.

423 49 30
                                    

ما إن تلا راين تعويذتهُ حتى توهجت نويلي بشكلٍ مضاعف ليخبو وهجها من الأعلى إلى الأسفلِ منتقلًا إلى راحة كفّ راين فيظهرُ مكانهُ وشمٌ قفا كفهِ الأيسر لنصفِ نجمةٍ خماسية بجناحٍ ميسرتها و كذلكَ الأمرُ عندَ كتفِ ميرا الأيمن غيرَ أن الجناحَ كان ميمنة النصف الأيمن للنجمة، مرت بضعُ صورةٍ داخلَ رأسها و كذلكَ هوَ، ذرفت الأولى بضعَ دمعةٍ من عينيها بصمتٍ و فاها مفتوحٌ يعجزُ عن الاطباق

همست بإنكسارٍ اخيرًا : فظيع..

إبتسمَ لها راين بلطفٍ ليقول : تمتلكينَ عائلة لطيفة حقًا..

أومأت برأسها مهمهمة إيجابًا لتقولَ : و أنتَ تملكُ ماضٍ فظيع.. لا ألومكَ كونكَ ميؤوسًا منه..

قام يشدّ خدها الصغير قائلًا بنبرة ساخرة مبتذلة : لستُ ميؤوسًا منه !

أغلقت عينيها الدامعة ألمًا لتقول : آشفة آشفة !، رقد فهمثُ رِذا يُمكِنُكَ تركي..

ابتسمَ برضا ليتركها قائلًا : لنعد إلى حيثُ الجميع..

ردت بينما تفركُ خدها المحمر : أجل..

التفتَ راين خلفهُ إذ به يقولُ بهدوء متعجبًا : لوكي..

قالت ميرا متفاجئة : هـ هذا هوَ لوكي !، لـ لم أكن اتوقعُ أن تكونَ هيأتهُ الحقيقية هي سنجاب فضي !

رفعَ لوكي كف يدهُ ملوحًا في الهواء : يا ~ ، ما الذي تفعلانه ؟

راين : أنتَ فعلًا تعرفُ متى تظهرُ كسنجابٍ و متى لا تفعل ألستَ ؟

ضحكَ لوكي بفخرٍ ليظهرَ من خلفهُ البقية فكادت بياتريس أن تسألَ راين المرتبكِ عن حالهُ لولا تحليق ميرا المفاجئ نحوهم لتستعرضَ عليهم الوشمَ على كتفها وتتحدثُ بعلوٍ ووحماس

ميرا : انظروا انظروا !، لَقد حصلتُ على متعاقدٍ لتويَ فقط !

قالَ هاري متفاجئًا : وشمُ متعاقد.. أتعاقدتِ مع القائد توًا فقط ؟

ضربت قلبها بقبضتها فخرًا لتقول : أجل !

أليكسي : أنا متفاجئ حقًا من قدرتها على إقناعِ ذلكَ العنيد !

ردت روزماري بغضبٍ مكبوت : أتريد الموت آلي تشان ؟

قالَ سريعًا : آسف !

سألَ لوكي بمرح : إذًا ؟، كيفَ هوَ شعورُ كونكِ متعاقدة ؟

أجابتهُ دونَ تردد : فظيع للغاية !، مشاعرُ هذا الشخص تتخبط باستمرار !

هتفَ بها راين : مهلًا !، انـ--

قاطعتهُ قائلة : لكن فعلًا !، إنهُ متواضعٌ جدًا ، قوته السحرية كبيرة إلى حدٍ مخيف !، أشعر أني ابتلعتُ عشرات الأضعافِ من قوتي السحرية مرة واحدة فجأة !

لوكي : حسنًا، نحنُ نتحدثُ عن شخصٍ دفعَ بنيزكٍ ما بعيدًا ~

أدركت ميرا فجأة لتقول بهدوء : مهلًا.. أنا أشعرُ بشيءٍ غريبٍ في قلبي..

التفتت إلى راين لتردفَ بمكر : إذًا أنتَ من النوع الذي يخجلُ عندَ الامتداحِ هاه ~

هتفَ بها راين بإنزعاجٍ متلعثمًا : لستُ كذلكَ !

ثُم تمتمَ بصوتٍ مسموعٍ متذمرًا : جميعكم متملقون تشتمون ثم تمدحون ثم تعودون للشتم !

أثناء ذلكَ كانت بياتريس تقهقه محاولةً كتم ضحكتها لكنها أفلتتها فقط عندما سمعت جملة راين الأخيرة

قالت من بين ضحكاتها : آ.. آسفة.. الأمر فقط.. أعلمُ أنّ راين شخصٌ غريبٌ فعلًا، لكن بالتفكير بأنهُ يخجلُ من الامتداحِ فقط.... هذا سيء.. لا أستطيعُ التوقف !

شعرَ راين حينها بقلبهِ يحلقُ فجأة لكنهُ ادعى الغضب ليهتف : حمقاء !، اخبر--

سكتَ فجأة ليقول بجدية : علينا الإسراع.. هُناكَ حضورٌ غريبٌ يثقلُ الجو

وافقهُ لوكي من فورهِ قائلًا : لقد شعرت بهِ بدوري.. يالهُ من تعطشٍ مخيف للدم...

تحركَ الجميع بعدَ أن اتفقوا على التوجهِ إلى البركانِ الذي يتوسطُ الجزيرة علّهُ يكونُ عرينَ التنين، ما إن بدأوا التحرك و بعد مدة قصيرة من ذلكَ تخللَ مسامع روبي صوتٌ مألوفٌ ينادي باسمها.. التفتت إلى الخلفِ تتحققُ بعينيها بهدوء لبضعِ ثانية لكن دونَ أن تلمحَ أو تسمعَ شيئًا، أقنعت نفسها أن كُل ما سمعتهُ ما هو إلا محضُ وهمٍ من نسجِ خيالها لتسارعَ في اللحاق بالبقية و كُلٌ لا يفكرُ سوى بنبوءة بياتريس. وما ستؤول إليه المؤولة بعدها

سألَ ماركوس بقلق طفيف : ما الأمر ؟، روبي تشان..

هَزت روبي رأسها نافية لتقول : لا، لا شيء...

" روبي : و هكذا، نحنُ واصلنا السير نحو عرين التنين، نخالُ إدراكنا لمستقبلنا المعتم، لكننا لم نكن ندركُ منهُ شيئًا، عالقون في الماضي، خائفونَ من المستقبل.. الندم ؛ الخوف ؛ الحزن ؛ الشوق ؛ الحيرة ؛ التردد.. بتلكَ امتزجت مشاعرنا.. ذلكَ كانَ حينَ أدركنا.. و تشابكت الأقدار.. ليتشوهَ كُلُ شيءٍ في لحظة..."

نادى ذلكَ الصوتُ باسمها مجددًا لتلتفتَ روبي إلى الخلفِ ببطء فعادَ ذلك الصوت معاتبًا : أحقًا نسيتِ بشأني ؟، روبي..

و لحظةَ وقعت عيناها عليه، قلبها كما لو أنهُ سقط في هاوية، تفرقت شفتاها و الكلمات لا تخرج، ووفقط تحت تأثير الصدمة تنظر إليهِ هوَ الذي جعلَ صدرها يحترق.

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now