الزهرة السابعة و الخمسون : الصدام الأخير 1 : سبب.

397 46 18
                                    

راين : فيينتو مانا : باريد

*مانا الرياح **جدار

اصطدمت قطعة عملاقة من الصخورِ بالعدمِ متحطمة إلى أشلاء و ما كانَ سوى الجدار الذي كونهُ راين بسحرهِ شبهَ الشفافِ ليلوحَ ظلٌ أسودٌ متوهجٌ بنورٍ ذهبيٍ متوجهًا نحوهم

قالَ راين بانزعاج : أنتَ حقًا تحبُ الظهورَ من العدمِ ألستَ ؟، صاحب المطرقة..

فأجابَ المعني بسؤالٍ آخر : و أنتَ حقًا تحبُ اعتراضَ طريقيَ ألست ؟، يا أسودَ الشعر.

ابتسمَ لهُ راين و بنبرةٍ ساخرةٍ قالَ : ذكرني أن أضيفَ ذلكَ إلى قائمةِ هواياتي لاحقًا.

قهقه غوبر بعلو : ما أبرعكَ في الاستفزاز !

بدأ راين يتخذُ وضعية القتال ببطء شديدٍ قائلًا : لا يجب عليكَ مدحيَ إلى هذا الحد...

عبسَ غوبر ليقولَ بجديةٍ و برود : حقًا.. ما أبرعكَ في الاسفتزاز...

سحبَ راين سكيني صيده مبقيًا على سيفه الكبير في غمدهِ كالعادة و هجمَ على غوبر مندفعًا بسرعةٍ كبيرة ليدافعَ الأخيرُ بمطرقتهِ، إستمرا بالاشتباك الجسدي بضعَ وقتٍ حتى ابتسمَ غوبر بثقةٍ فارتفعَ الخمسة في الهواء نحوَ السماواتِ دونَ توقف

قالَ غوبر : إيل مارتيليو دي جوستيسيا : موندو إينفيرتيدو

*مطرقة العدالة **العالم المقلوب.

أردفَ : بالمختصر المفيد، ستحلقونَ هكذا حتى تتجاوزونَ الفضاء، إلى ما لا نهاية.

قطبت بياتريس حاجبيها هامسة : و كأنني سأسمحُ لكَ بفعل ما تشاء !

هتفت : سومبرا مانا : سومبراس سوليداس

*مانا الظلال **الظلال الصلبة.

حجبت ظلالُ بياتريس السماء مشكلةً وطأةَ قدمٍ لها، لماركوس، لوكي، ميرا و راين الذينَ أمسوا يقفونَ رأسًا على عقب

ابتسمَ الأخيرُ هاتفًا : رائع بياتريس !، أنتِ الأفضل !

انفجرَ رأسُ بياتريس حمرة و الأبخرة تتصاعد عندَ هامتها فحدثت ذاتها قائلة : قلبي سيتوقفُ قريبًا...

فجأة لمعت داخلَ راسها ذكرى سؤالِ ماركوس عن كونِ راين استثناءً فأخذت تومئ برأسها نفيًا تهتفُ داخليًا : لالالالالا !!، قطّعًا لا !، إنهُ ليسّ كذلكَ !

توقفت عن فعلِ ما تفعل لتمسكَ بخديها متسائلةً داخليًا : إنهُ ليس كذلك.. صحيح ؟.

أخذت تحدقُ براين الذي استأنفَ قتالهُ مع غوبر مجددًا رغمَ كونهِ كُلما قفزَ إلى الأرضِ يعودُ إلى الظلالِ إلا أنهُ يبلي بلاءً حسنًا، كانَ يبدو عليهِ محاولاتهُ استدراج غوبر يسارًا مهما كلّفَ الأمر و فعلًا نجحَ في ذلكَ بعد بضع محاولات

هتفَ راين : الآن ميرا !

هتفت ميرا بدورها : عُلم.

اهتزت الأرضُ تحتَ موطأ قدمي غوبر لتنبثقَ منها أعشاب و أغصانُ شجرٍ بأشكالَ غريبةٍ لتربطَ الأولَ مقيدةً حركتهُ بالكامل

ابتسمَ غوبر قائلًا : مأزق.

تجوّلَ ببصرهِ في المكانِ ليقعَ على ماركوس فهتفَ مردفًا : ساعدني في الخروجِ منه، أليكسي

التفتَ كُلّ من بياتريس، لوكي و ميرا نحوَ ماركوس بصدمةٍ لا تقلُ عن تلكَ التي اجتاحت الأخير و الذي سرعانَ ما أشاحَ بنظرهِ بعيدًا و تعابيرهُ قد امتزجت بينَ الحزن و الألم.

أردفَ غوبر مستغربًا : ما الأمر ؟، لا تقل لي أنكَ قد أصبحتَ حليفهم ؟، و أنا من تعجبَ كونكَ لم تقم بخطوةٍ واحدة حتى الآن... أولم يقتل ذلكَ الفتى والدك ؟

صاحَ بهِ ماركوس من فوره : أنتَ مخطئ !، هوَ لم يفعل !

بقي راين يحدقُ بماركوس بذهولٍ و لا أحد يستطيعُ تخيلَ السعادة التي اجتاحت قلبهُ فورَ سماعهِ لتلكَ الجملة و بتلكَ النبرة الواثقة سوى ميرا التي تشاركهُ المشاعر جزئيًا

ابتسمت ميرا لتحلقَ قريبًا من ماركوس فهمست له : شكرًا لك، كلماتكَ أشعرتهُ حقًا بالسعادة.

قالَ غوبر ساخرًا : هووه !، و تدافعُ عنهُ الآن !، يا أسودَ الشعر، دعني أخبركَ لِمَ هوَ هُنا.

سادَ الصمت ليردفَ : إنهُ هنا ليعيدكَ إلى جانبِ الشخص الذي سلبكَ كُلَ شيء.

كلمات غوبر سقطت كدلوٍ من الماء البارد على راين متسببةً لهُ بِمشاعرٍ متناقضة فقط كماركوس تمامًا

استجمعَ راين شتاتَ نفسهِ بالكاد ليشدد على قبضتهِ قائلًا : و ماذا إذًا ؟

دهشةٌ أكبر اجتاحت ماركوس و غوبر ليردفَ : حقيقة أنهُ لم يقدم على شيءٍ حتى الآن !، أنهُ قد دافعَ عني توًا !، هذا يعني أنهُ حليفي !

شعرَ ماركوس بغصةٍ في حلقه و الدموعُ تتجمعُ في عينيه على حينِ غرةٍ فأكمل راين : لا تحاول إنقاذَ نفسكَ بكلماتٍ عديمة الفائدة، لأنني أثقُ بهِ بالذات أكثرَ من نفسي !

سألَ غوبر بجدية : أواثقٌ أنتَ إلى هذهِ الدرجة من أنهُ لن يحاولَ قتلك ؟

أجابَ راين بثقة : كما أنني واثقٌ من كونيَ شيطانًا !

سكتَ ليردفَ : غوبر، لَو أنكَ فقط لم تقدم على ما أقدمت عليه توًا بمحاولتكَ استغلالَ من اعتبرتهُ نصفيَ الآخر.. لما كُنتُ سأقتلكَ ربما... لكنني الآن سأفعلُ بالتأكيد.

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now