الزهرة السادسة والعشرون : وحش من الخشب او من المفترض به ذلك

447 59 18
                                    

في أعماق الغابة ، شيء ما يتقدم سريعا بين الأعشاب و الشجيرات يتقدم نحو القرية ، أجفل كل من راين و لوكي ليأخذ البقية وضعية الدفاع

جوليا : لقد جاء !

و فجأة ظل ما قفز مهاجما نحو أحد شباب القرية من ذوي السابعة عشر فقط كما تنبأ راين و البقية

هتفت روبي : نيغرو ويذو : باريذ

* الارملة السوداء ** جدار

فاصطدم شيء ما بجدار روبي المصنوع من خيوط العنكبوت من هول سرعته ليتضح لهم شكله بعد ذلك ، كان كما لو أنه شجرة ، جذوره تتلوى كالمجسات بسرعةٍ كبيرة ، جذعه سميك بلونٍ رمادي كلون الفولاذ ، فروعه الحادة كالسكاكين و الخالية من أي ورقة تتمدد و تتقلص مرارًا و تكرارًا ، ملامحُ وجهه محفورة على جذعه كما لو كان جمجمةً بشرية، تتوهج داخل عينيه نقطتين باللون الأصفر الذهبي ، أسنانه حادة و فقط بدت كما لو أنها منشار سحري ، و البخار يخرج من الفتحتان على جانبي أسنانه

ازدرد ماركوس ريقه فقال مرتبكًا : اوي اوي اوي ، أنت تمازحني صحيح !

تمددت أغصانه و أصابت بياتريس و من معها لترميهم في الهواء عدا لوكي الذي استطاع تفادي ضربته السريعة بأعجوبة بسبب حجمه الصغير... سقط ستتهم بلا حراك ، دُفع راين بعيدًا لهول الضربة و استلقى على الأرض بينما ارتطمت بياتريس بإحدى جدرانِ منازلِ القرية و جوليا على الجدار المقابل لها ، بينما روبي ارتطمت بشجرة كما الحال مع ماركوس و هاري ، فتحت بياتريس عينيها ، رؤيتها مشوشة تمامًا و هي تشعر بالدم يسيل من جبينها و يحرقها قليلا ، فلمحت و بصعوبة ذلك الوحش و قد تبرعمت على أغصانه أوراق زرقاء مائلة إلى الأخضر لتمسي كالشفراتِ الحادة و يقذف بها بعشوائية في كل مكان ، في تلك الأثناء كان أهل القرية متصنمين أماكنهم لا يعلمون ماذا يحصل حولهم ؛ سيطرت الدهشة ، الحيرة ؛ الخوف و الفزع عليهم و بالأخص الرجل العجوز ؛ بعد أن أطلق الوحش أوراقه و التي لحسن الحظ لم تصب أحدا انقضّ على أحد شباب تلك القرية و الذي سقط بفزع إلى الخلف ، فتح راين عينيه بصعوبة فإذ به يلمح بياتريس تقف أمام ذلك الشاب فاردةً ذراعيها و قد عقدت العزم على حمايته

هتف راين فجأة: توقف!

فتوقف الوحش من فوره و أحد أغصانه لا تبعد عن رقبة بياتريس سوى شعرة

نهض راين و نفض التراب عن ملابسه ليردف بهدوء و ابتسامة تعلو شفتيه : أظن أن هذا يكفي...

دهش الجميع لموقف راين فنهضت جوليا لتفرقع بأصابعها و ابتسامة الثقة تعلو وجهها فيتحول ذلك الوحش إلى دخانٍ أسود و يختفي إلى العدم فزادت دهشة و حيرة الجميع

سقطت بياتريس جاثيةً على ركبتيها لتسأل : ما معنى هذا ؟

فأجاب راين بعفوية: لا شيء!، اتفقت مع جوليا سان لتدبير خدعةٍ بسيطة فقط...

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now