الزهرة السبعون : نحنُ لسنا ابطالًا، نحنُ مرتزقة.

429 49 22
                                    

همَّ والدُ سيلاه بصفعها لتغمضَ الأخيرةُ عينيها بانتظارِ تلكَ الصفعة غيرَ أنَّ الثوانِ مرت بينما لَم تشعر بشيء، فتحت عينيها فإذ بهايدن ممسك بمعصمِ والدها ليقولَ بجدية

هايدن : لا يجبُ عليكَ صفعها من الأساسِ فما بالكَ بصفعها أمامَ غريب ؟.

لم يبدِ والدها أيَّ ردةِ فعل فأردف هايدن : في المقامِ الأول نحنُ من ألحٌَ عليها بإرشادنا إلى هُنا لذلكَ الأمرُ ليسَ خطأها، و إن كانَ وجودنا هُنا غيرُ مرحبٍ بهِ فسنرحل.

زفرَ الأبُ مجيبًا : إذًا فلتغادروا سريعًا.

هتفت سيلاه بقلق : غيرُ صحيح !، أنا من عرضَ عليهم المجيءَ إلى القرية !.

ابتسمَ لها هايدن بودٍ قائلًا : لا بأس سيلاه، شكرًا لدفاعكِ عنا.

همست روبي في أذنِ هاري سائلة : ألا بأسَ بألا نتدخل ؟.

أجابَ هاري : من الأفضل أن ندعَ الأمرَ لهاي ني حاليًا.

نظرَ هايدن إلى والدها بجدية قائلًا : لكن رغمَ ذلكَ ألا تجدُها مضيعة ؟.

رفعَ والدُ سيلاه أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا فأكمل : أعني، يمكننا الإستفادة من بعضنا بعضًا..

زفرَ والدُ سيلاه بنفاذِ صبرٍ فقال : اختصر رجاء.

هايدن : نحنُ جئنا منَ الجانبِ الآخرِ منَ العالمِ، هدفنا الوحيدُ هوَ بلوغُ قريةِ الزهورِ، ولنقومَ بذلكَ يجبُ علينا العبورُ من هُنا.. لكن، يجبُ علينا أن نصبحَ أقوى أولًا بما أننا في صددِ مواجهةِ عدوٍ ذو قوةٍ جبارة.. و هُنا، سيلاه تشان استخدمت قوةً ما لترفعنا إلى هُنا، معَ ذلكَ هي قالت أنهُ ليسَ سحرًا !، نحنُ نودُ لو تُعلِمُنا طريقةَ استخدامِ تلكَ القوة.

كتفَ والدُ سيلاه ذراعيهِ قائلًا : وماذا سأستفيدُ أنا ؟.

ابتسمَ لهُ هايدن مجيبًا : إن استطعنا دمجَ أساليبكُم و سحرنا سيفتحُ هذا المجالَ لكلينا ليسَ لزيادةِ القوةِ فقط إنما لتحسينِ المعيشةِ أيضًا !.

سألَ مقابلهُ : و كيف ؟.

هايدن : في عالمنا إن صحَّ القول، نستخدمُ السحرَ لتحسينِ المعيشة، مثلًا نستعملُ سحرَ الضوءِ لإنارةٍ أفضلَ في الظلام، و سحر التخاطرِ لنتواصلَ بشكلٍ أسرعَ من الرسائل، أو سحرَ الجليدِ لتبريدِ الجوِ صيفًا و الحرارةِ لتسخينِ الجو شتاءً بالإضافةِ إلى أمورٍ أخرى كثيرة، تخيل كم ستسهلُ حياةَ كلينا إن تعلمَ أحدنا أساليبَ الآخر...

همهمَ والدُ سيلاه مفكرًا ثُمَ قالَ : مبدأيًا موافق، لكن ما الذي سيضمنُ لي أنَّ العدوَ الذي يواجهكم لن يظهرَ في قريتنا ؟.

هايدن : لا داعي للقلقِ من هذهِ الناحية، المستهدفُ هوَ رفيقٌ قد انفصلنا عنهُ مؤقتًا، أما نحنُ فنودُ لو نساعدهُ فقط.

مدَّ الأبُ يدهُ نحوَ هايدن مصافحًا : لا مشكلةَ إذًا !، إتفقنا.

صافحهُ هايدن مبتسمًا ليومأ بالإيجابِ : أجل !.

هتفت سيلاه بينما تعانقُ روبي بسعادة : أجل !!.

اقتربَ والدُ سيلاه من هايدن كثيرًا متمعنًا في وجههِ فقال : على أيَّ حال...

سكتَ ليمسكَ بخصلِ هايدن الشقراءِ مردفًا : ماذا تسمونَ هذا اللون ؟.

أجابَ هايدن مبتسمًا : أ- أصفر..

أكملَ الأخيرُ محدثًا ذاته : أشعرُ أنني كُنتُ في موقفٍ مشابهِ لهذا منذُ وقتٍ قصير...

حدثت روبي نفسها قائلة : أراهنُ أنّ هذا كُلُّ ما كانَ يشغلُ تفكيره !.

حمحمَ الأبُ قائلًا : و الآن، لنذهب و نعرفَ أهلَ القريةِ عليكم.

في وسطِ تلكَ القرية وقفَ الزعيمُ و الذي هوَ والدُ سيلاه أعلى تلكَ المنصة العملاقة أمامَ شعبهِ معلنًا عن ضرورةِ تجمعهم من رضيعِ و إلى مشيبٍ، و معَ أنها قرية إلا أنَّ سكانها بالفعلِ تعدوا المائة نسمة، و بالطبعِ جميعهم بعيونٍ رماديةٍ و شعرٍ ما بينَ الأبيضِ و الأسودِ تمامًا كما سيلاه و أسرتها.

هتفَ الزعيمُ قائلًا : هدوء !.

إنجلت الضوضاءُ تمامًا ما إن نطقَ كلماتهِ ليردفَ : اليوم، أنا زعيمكم فيليب تيديوس لديَّ إعلانٌ مهمٌ أثقُ بأنهُ سيغيرُ حياتكم إلى الافضل دونَ أدنى شكٍ !.

أردفَ : اليوم، ابنتي سَيلاه شهدت وصولَ الأبطال و جائت بهم إلينا !، نحنُ الذينَ حُكمَ علينا مِن قبلِ ذلكَ الشخصِ بالعيشِ بينَ الأبيضِ و الأسود، جائونا من أجلِ تغييرِ عالمنا و ملأهِ بالألوان !.

التفتَ إلى ابنتهِ قائلًا : أنا فخورٌ بكِ سَيلاه، و أعتذرُ عما حدثَ قبلَ لحظات.

عاودَ النظرَ نحوَ شعبهُ هاتفًا : و الآن شعبي، هلّا رحبتم بالأبطال !.

التمعت الأعين الرمادية لشعبِ القريةِ ما إن وقعت أبصارهم على هايدن، روبي و هاري لتتعالى الهتافاتُ حولهم، رفعَ هايدن يدهُ ملوحًا في الهواءِ و ابتسامةُ الثقةِ لا تفارقُ شفتيهِ فلطالما كانَ قائدًا ناجحًا و مثلًا أعلى يحتذى بهِ من قبلِ الكثيرون

مدَّ فيليب يدهُ نحوَ هايدن مصافحًا ليبادلهُ الآخرَ فقالَ الأول : نحنُ تحتَ رعايتكم من الآنَ فصاعدًا، هايدن

هايدن : نفسُ الشيءِ هُنا، سيد فيليب.

قالَ هايدن محدثًا ذاتهُ : إذًا فقد كانَ يستمعُ حينَ عرفتُ بنفسيَ بعدَ كُلِّ شيئ...

التفتَ هايدن نحوَ تلكَ الحشودِ المتجمعةِ أمامهُ ليهتف : يا شعبَ أرضَ المرايا !، نحنُ لسنا أبطالًا صالحونَ جائوا من أجلِ أن يتخذوا سعادتكم ثمنًا لهم !، نحنُ مرتزقةٌ جئنا بغرضِ تبادلِ المنفعة !، نعلمكم سحرنا لتعلمونا أساليبكم !، نساندُ بعضنا بعضًا بغرضِ أن يطورَ أحدنا الآخر !

هتفَ سكانُ القريةِ بالإيجابِ تعبيرًا عن رضاهم التامِ بكلِ ما يحدثُ و بكاملِ إرادتهم الحرة.

flores pueblo - قيد التعديلDonde viven las historias. Descúbrelo ahora