الهواء يلفحُ وجهها و خصلاتُ شعرها تتطايرُ بعشوائية لتهبطَ فجأة إلى الأرضِ بسرعة تهتفُ خوفًا، بياتريس حاليًا تمتطي سمكة المانتا سوداء الظهر بيضاء البطن برفقه كل من راين، لوكي، ميرا و ماركوس، هيَ تسرعُ بجسدها الذي يتموجُ كما لو كانت تسبحُ في الهواء، لأنها تفعلُ حقًا !، هبطت المانتا إلى الأرضِ سريعًا كما لو كانت تبتغي التدافعَ معها، و طبعًا كُلُّ عاقل و حتى المانتا بنفسها تدركُ الفائز في هذا التدافع مسبقًا، ارتفعت بجسدها إلى أعلى على آخرِ شعرةٍ متجنبةً توصيلَ نفسها و من فوقها أوصالًا مشوهة لتفتحَ بياتريس عيناها الزرقاوتانِ بعدَ أن وجدت كونها حية ترزق أمرًا غريبًا
استقبلها صوتُ راين متذمرًا : يا رجل هذا كانَ قريبًا !
وافقهُ ماركوس لاهثًا : لقد ظننتُ أن ساعتي قد حانت !
التفتَ راين يحدقُ بماركوس بنظراتٍ لم يستطع الأخير تفسيرها فاكتفى بالإشاحة بوجههِ إلى الجانب الآخر و تعابير الحزن ترتسمُ عليهِ بوضوحٍ تام
حدثَ راين ذاتهُ قائلًا : أتساءلُ إن كانَ بخير، بِمَ يفكر ؟.
أجابتهُ الرياحُ قائلة : خذ الأمور على مهلكَ فقط، هوَ سيفتحُ فمهُ عاجلًا أم آجلًا.
همهمَ راين بصوتٍ مسموعٍ لتسأل بياتريس : ما الأمر ؟، راين.
أومأ راين نافيًا : لا شيء.
هبطت السمكة أرضًا أخيرًا متوقفةً لينزلَ الخمسة من فوقها فأخذت تبحرُ مجددًا إلى وجهةٍ أخرى بينما تلوحُ لها بياتريس ذهابًا و.إيابًا مودعةً إياها
التفتت خلفها تسأل : إذًا ؟، ما الذي سنفعلهُ تاليًا ؟
لوكي : لا أظن أن راي تشي جعلنا ننزلُ من على ظهرها عبثًا و دونَ خطة ~
هتفت ميرا بفخر : هذا صحيح !، سيدي مذهلٌ بعدَ كُلِّ شيء !!
ابتسمَ لهم راين مجيبًا : سنخيمُ هُنا و نواصلُ سيرًا على الأقدام، لا يمكننا إجبارُ الأسماك على طاعتنا لوقتٍ طويلٍ و بالطبع لا يمكننا إشعالُ نارٍ فوقها !
ابتسمت بياتريس باتساعٍ قائلة : سأبحثُ عما يصلحُ كحطب !، لنذهب لوكي !
تحولَ لوكي إلى سنجابٍ فجأة قائلًا بتعبٍ مصطنع : أنا آسفٌ بيارين، لا يمكن لسنجابٍ صغير و ظريف مثلي أن يحملَ الحطب...
ردت عليهِ متذمرة : يا لكَ من مخادعٍ صغير.
ابتسمَ ماركوس ببلاهةٍ كعادتهِ قائلًا : لا أمانع الذهابَ معكِ حقًا، بياتريس تشان.
سارَ الاثنان مبتعدان عن المخيم لتقولَ بياتريس : شكرًا لكَ حقًا ماركوس سان !
أجابَ ماركوس بود : لا بأس بماركوس فقط ~
لوحت بياتريس بيديها في الهواء نفيًا : لا يمكنني فعلُ ذلكَ حقًا !
ماركوس : و لِمَ لا ؟، أنتِ تنادينَ القائد براين فعلًا.
ارتكبت قائلة : هـ هذا..
سألَ مازحًا : أهوَ استثناء ؟~
اكتست وجهها حمرة طفيفة لتقولَ بارتباكٍ نافية : إنهُ ليسَ كذلك !
ماركوس : أليسَ كذلك ~
أمسى يضحكُ بشيءٍ من العلوِ بينما تتخللُ أصواتُ ضحكاتهِ البعيدة مسامعَ راين، ميرا و لوكي فكانَ الأولُ يحدقُ بأثرِ ماركوس بشرودٍ تام
همسَ لوكي لميرا سائلًا : ما الأمر معه ؟
فأجابت الأخرى : من يعلم..
أما حيثُ بياتريس و ماركوس سألت الأولى قائلة : هيي ماركوس سان.
همهمَ الآخرُ متسائلًا لتردفَ هيَ : علاقتكَ و راين لا تبدو بخير.. أحصلَ أمرٌ ما..
ارتبكَ ماركوس و مع ذلكَ لم تختفي ابتسامته فقال : إذًا فالأمرُ واضح هاه.. إنه أمرٌ حدثَ منذُ وقتٍ طويل...
بياتريس : أتعرفانِ بعضكما منذُ مدة ؟
ماركوس : شيءٌ من هذا القبيل.
قالت متمنية : أتمنى أن تصلحَ الأمور بينكما.. كلاكما شخصٌ جيد..
ردّ عليها ماركوس بابتسامة لطيفة و صوتٌ حاني : أتمنى ذلكَ أيضًا..
انتفضت بسعادة لتهتف : إذًا--
قاطعها ماركوس بحزن : لكن هذا مستحيلٌ نوعًا ما.. لقد قمتُ بشيءٍ فظيع بحقه..
سادَ الصمتُ بينهما تمامًا بعد هذه المحادثة حتى عادا إلى حيثُ راين، ميرا و لوكي حيثُ كانت الأجواء متوترة و مشحونة بين كُلٍ من ماركوس و راين ليسأل الأولُ بهدوء
راين : لِمَ تتجنبني ليكس ؟
اتسعت حدقتا عينا ماركوس بذهولٍ لم يقلَ عن ذهولِ بياتريس و لوكي فمن هوَ ليكس ذاكَ ؟، فلا يوجدُ هُنا غيرَ خمستهم
نبرةُ الألمِ سيطرت على صوتِ ماركوس ليقولَ محدثًا ذاته : لا تلفظ هذا الاسم !، لا تقل أنكَ سامحتني !.. إكرهني كما يجب.. سول.
صوتُ راين الذي هتفّ فجأة قاطعَ حبلَ أفكارِ ماركوس و أجفلَ الجميع
راين : فيينتو مانا : باريد
*مانا الرياح **جدار
اصطدمت قطعة عملاقة من الصخورِ بالعدمِ متحطمةٌ إلى أشلاء و ما كانَ سوى الجدار الذي كونهُ راين بسحرهِ شبهَ الشفافِ ليلوحَ ظلٌ أسودٌ متوهجٌ بنورٍ ذهبيٍ متوجهًا نحوهم.
أنت تقرأ
flores pueblo - قيد التعديل
Fantasyفي عصرٍ عَجَ بالخرافات، حيثُ عاشَ السحرة والمشعوذون.. ذاعَ صيتُ قريةٍ إجتاحتها زهورٌ وهاجة، وبحيرةٌ سَرمدية تَمنح الخلود. قَريةٌ عَلى حيادٍ بَينَ الضوء والظلام، بَينَ عالمينِ كالشمسِ والقمر... وفي بُعدٍ أسطوريٍ حَتى بالنسبةٍ لِمَن عاشوا بَينَ الاساط...