الزهرة السادسة و الخمسون : يتصرفانِ بغرابة.

386 49 15
                                    

الهواء يلفحُ وجهها و خصلاتُ شعرها تتطايرُ بعشوائية لتهبطَ فجأة إلى الأرضِ بسرعة تهتفُ خوفًا، بياتريس حاليًا تمتطي سمكة المانتا سوداء الظهر بيضاء البطن برفقه كل من راين، لوكي، ميرا و ماركوس، هيَ تسرعُ بجسدها الذي يتموجُ كما لو كانت تسبحُ في الهواء، لأنها تفعلُ حقًا !، هبطت المانتا إلى الأرضِ سريعًا كما لو كانت تبتغي التدافعَ معها، و طبعًا كُلُّ عاقل و حتى المانتا بنفسها تدركُ الفائز في هذا التدافع مسبقًا، ارتفعت بجسدها إلى أعلى على آخرِ شعرةٍ متجنبةً توصيلَ نفسها و من فوقها أوصالًا مشوهة لتفتحَ بياتريس عيناها الزرقاوتانِ بعدَ أن وجدت كونها حية ترزق أمرًا غريبًا

استقبلها صوتُ راين متذمرًا : يا رجل هذا كانَ قريبًا !

وافقهُ ماركوس لاهثًا : لقد ظننتُ أن ساعتي قد حانت !

التفتَ راين يحدقُ بماركوس بنظراتٍ لم يستطع الأخير تفسيرها فاكتفى بالإشاحة بوجههِ إلى الجانب الآخر و تعابير الحزن ترتسمُ عليهِ بوضوحٍ تام

حدثَ راين ذاتهُ قائلًا : أتساءلُ إن كانَ بخير، بِمَ يفكر ؟.

أجابتهُ الرياحُ قائلة : خذ الأمور على مهلكَ فقط، هوَ سيفتحُ فمهُ عاجلًا أم آجلًا.

همهمَ راين بصوتٍ مسموعٍ لتسأل بياتريس : ما الأمر ؟، راين.

أومأ راين نافيًا : لا شيء.

هبطت السمكة أرضًا أخيرًا متوقفةً لينزلَ الخمسة من فوقها فأخذت تبحرُ مجددًا إلى وجهةٍ أخرى بينما تلوحُ لها بياتريس ذهابًا و.إيابًا مودعةً إياها

التفتت خلفها تسأل : إذًا ؟، ما الذي سنفعلهُ تاليًا ؟

لوكي : لا أظن أن راي تشي جعلنا ننزلُ من على ظهرها عبثًا و دونَ خطة ~

هتفت ميرا بفخر : هذا صحيح !، سيدي مذهلٌ بعدَ كُلِّ شيء !!

ابتسمَ لهم راين مجيبًا : سنخيمُ هُنا و نواصلُ سيرًا على الأقدام، لا يمكننا إجبارُ الأسماك على طاعتنا لوقتٍ طويلٍ و بالطبع لا يمكننا إشعالُ نارٍ فوقها !

ابتسمت بياتريس باتساعٍ قائلة : سأبحثُ عما يصلحُ كحطب !، لنذهب لوكي !

تحولَ لوكي إلى سنجابٍ فجأة قائلًا بتعبٍ مصطنع : أنا آسفٌ بيارين، لا يمكن لسنجابٍ صغير و ظريف مثلي أن يحملَ الحطب...

ردت عليهِ متذمرة : يا لكَ من مخادعٍ صغير.

ابتسمَ ماركوس ببلاهةٍ كعادتهِ قائلًا : لا أمانع الذهابَ معكِ حقًا، بياتريس تشان.

سارَ الاثنان مبتعدان عن المخيم لتقولَ بياتريس : شكرًا لكَ حقًا ماركوس سان !

أجابَ ماركوس بود : لا بأس بماركوس فقط ~

لوحت بياتريس بيديها في الهواء نفيًا : لا يمكنني فعلُ ذلكَ حقًا !

ماركوس : و لِمَ لا ؟، أنتِ تنادينَ القائد براين فعلًا.

ارتكبت قائلة : هـ هذا..

سألَ مازحًا : أهوَ استثناء ؟~

اكتست وجهها حمرة طفيفة لتقولَ بارتباكٍ نافية : إنهُ ليسَ كذلك !

ماركوس : أليسَ كذلك ~

أمسى يضحكُ بشيءٍ من العلوِ بينما تتخللُ أصواتُ ضحكاتهِ البعيدة مسامعَ راين، ميرا و لوكي فكانَ الأولُ يحدقُ بأثرِ ماركوس بشرودٍ تام

همسَ لوكي لميرا سائلًا : ما الأمر معه ؟

فأجابت الأخرى : من يعلم..

أما حيثُ بياتريس و ماركوس سألت الأولى قائلة : هيي ماركوس سان.

همهمَ الآخرُ متسائلًا لتردفَ هيَ : علاقتكَ و راين لا تبدو بخير.. أحصلَ أمرٌ ما..

ارتبكَ ماركوس و مع ذلكَ لم تختفي ابتسامته فقال : إذًا فالأمرُ واضح هاه.. إنه أمرٌ حدثَ منذُ وقتٍ طويل...

بياتريس : أتعرفانِ بعضكما منذُ مدة ؟

ماركوس : شيءٌ من هذا القبيل.

قالت متمنية : أتمنى أن تصلحَ الأمور بينكما.. كلاكما شخصٌ جيد..

ردّ عليها ماركوس بابتسامة لطيفة و صوتٌ حاني : أتمنى ذلكَ أيضًا..

انتفضت بسعادة لتهتف : إذًا--

قاطعها ماركوس بحزن : لكن هذا مستحيلٌ نوعًا ما.. لقد قمتُ بشيءٍ فظيع بحقه..

سادَ الصمتُ بينهما تمامًا بعد هذه المحادثة حتى عادا إلى حيثُ راين، ميرا و لوكي حيثُ كانت الأجواء متوترة و مشحونة بين كُلٍ من ماركوس و راين ليسأل الأولُ بهدوء

راين : لِمَ تتجنبني ليكس ؟

اتسعت حدقتا عينا ماركوس بذهولٍ لم يقلَ عن ذهولِ بياتريس و لوكي فمن هوَ ليكس ذاكَ ؟، فلا يوجدُ هُنا غيرَ خمستهم

نبرةُ الألمِ سيطرت على صوتِ ماركوس ليقولَ محدثًا ذاته : لا تلفظ هذا الاسم !، لا تقل أنكَ سامحتني !.. إكرهني كما يجب.. سول.

صوتُ راين الذي هتفّ فجأة قاطعَ حبلَ أفكارِ ماركوس و أجفلَ الجميع

راين : فيينتو مانا : باريد

*مانا الرياح **جدار

اصطدمت قطعة عملاقة من الصخورِ بالعدمِ متحطمةٌ إلى أشلاء و ما كانَ سوى الجدار الذي كونهُ راين بسحرهِ شبهَ الشفافِ ليلوحَ ظلٌ أسودٌ متوهجٌ بنورٍ ذهبيٍ متوجهًا نحوهم.

flores pueblo - قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن