الزهرة الرابعة و الأربعون : سرٌ، نَدَمٌ وَ نُبوءةٌ.

401 56 22
                                    

مضت التسع ساعات الراحة التي وعدتهم بِها كاترينا بالفعل و بدأوا بالاستعدادِ من أجلِ المغادرة، الجو كانَ ثقيلًا مشحونًا و متوترًا جدًا و إلى أبعد الحدود، و كيفَ لا وما سمعوهُ قبلَ قليلٍ قطعًا لم يكُن مزحة، أما راين فقد كانَ يتصرفُ بطبيعيةٍ تامةٍ بينما يوجهونَ لهُ نظراتٍ مسترقة بينَ حينٍ و آخر، وقفَ الجميعُ أمامَ البابِ استعدادًا للخروجِ فأغمضَ راين عينيه زافرًا

قال : إذًا ؟

أجفلَ الجميع ليشتتوا نظراتهم بين بعضهم أو حول المكان بقلق و ارتباك فوجهَ راين نظرةً مخيفة إلى ميرا

هَتَفت : أُقسمُ لكَ أنني لم أنطق بكلمة !

زفرَ راين مجددًا و أخذَ يربت على رأسها بسبابتهِ قائلًا بندم : آسف حسنًا ؟، أنا فقط متوترٌ قليلًا...

تقدمَ منهُ هاري بقلق قائلًا : عليكَ أن تقدمَ تفسيرًا !، لقد كُنتَ تتعرق و تتمتم و حتى تبكي !، أيحدثُ هذا كل ليلة ؟، ثُم ما الذي فعلتهُ في الماضي لتتأسف كُل ذلكَ الأسف بل و تتخذُ الموتَ أمنية ؟

قالَ ماركوس مرتبكًا و لأولِ مرة منذ وقتٍ طويل تختفي ابتسامته المرحة المعتادة : مـ مهلًا هاري.. لا تضغط عليهِ كثيرًا حسنًا ؟

نظرَ هاري إلى ماركوس قائلًا : بل يجبُ عليّ ذلكّ !، ماركوس أعرفُ أنكَ لطيف لكن تصرفكَ سيؤدي إلى نتائج عكسية !، عليهِ فقط أن يبوح لنا بكل شيء بدل كبته داخله هكذا !، نحنُ يمكننا التخفيفُ عنه بهذه الطريقة !

ماركوس : لكن !

عضّ راين على شفتهِ ليقولَ بصوتٍ خافت : انسوا ما رأيتموه و سمعتموه اليوم فقط.. رجاء...

وضعَ لوكي يدهُ على كتفِ راين قائلًا : راي تشي، لقد عشتُ لوقتٍ طويل و أنت تفهمُ ما أعنيه !، أخبرني، ربما أستطيع تفهم شعوركَ...

ابتسم راين ساخرًا و أبعدَ يدَ لوكي بهدوء قائلًا : ليسَ عليكَ ذلك !، أنتَ لا تود تجربة شعورٍ فضيع كهذا...

همست بياتريس تشبكُ ذراعيها إلى صدرها بقلق : راين...

التفتَ نحوها يُحدقُ بعينيها المرتجفتين بدهشة ليقولَ محدثًا ذاته : ليسَ أنتِ أيضًا... فقط أوقفي نظرات الشفقة تلك..

حاولت أن تهتفَ لكنها في النهاية قالت بصوتٍ خافت : أنا سأنتظرك !

اتسعت حدقتا عيناه لتهتفَ مردفة : لقد قلتَ سابقًا أنكَ ستخبرني في يومٍ ما !، و أنا أصدقك !، سانتظرك !، لذا احرص على اخباري حسنًا ؟، راين !

حَدثت نفسها قائلة : ما اريدهُ الان ليسَ الوصول إلى قرية الزهور لابصار ضوء الشمس، بل لفهمهِ أكثر !، لاعرفَ اي نوعٍ من الاهدافِ يدفعهُ ليكونَ مستميتًا للوصولِ إليها، لاكسبَ الحق في الوقوفِ بقربهِ واردَ لهُ شيئًا من جميلهِ في الوقوفِ معي على الرغم اننا كُنا غرباء تمامًا حتى قبلَ بعضة اشهر فقط

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now