الزهرة الثامنة و الخمسون : الصدام الأخير 2 : أليكسي و راين.

420 54 11
                                    

- قبل مائة و تسعة و عشرونَ عامًا، بعدَ ليلةِ الحريق بشهرٍ و نصف الشهر.

سماءٌ ملبدةٌ بالغيومِ كالعادة تحجبُ أشعةُ الشمسِ قدرَ المستطاعِ فينجح منها القليلُ بالتسلل، القليلُ بما يكفي لانقشاعِ جزءٍ صغيرٍ من عتمةِ الليل ، ذلكَ هوَ المشهد الذي تراهُ من خلالِ نافذةِ تلكَ الغرفةِ ذات التصميم الملون بالذهبيِ و الأسود، هُناكَ حيثُ طفلٌ أشقر الشعرِ بدا عليه كونه بينَ الثامنة أو التاسعة من العمرِ فقط يجلسُ مقابلًا لسريرٍ فخمٍ متمسكًا بتلكَ اليد النحيلة التي لم تحرك ساكنًا منذُ ما يقاربُ شهرًا و نصف الشهر و اليأسُ قد قتلَ آخرَ ذرةِ سعادةٍ في قلبهِ الذي اعتادَ الشعورَ بها منذُ فترةٍ وجيزة فقط و عيناهُ تبرقانِ ألمًا و شوقًا على حالِ أسود الشعر المستلقي على السرير أمامهُ و الذي اعتادَ أن يكونَ نصفهُ الآخر دومًا، أخيرًا أجفلت سبابة أسود الشعر التي يطوقها كفي أشقرهِ كعلامة على افاقتهِ أخيرًا

هتفَ الأخير بلهفةٍ و سعادة اجتاحت كُلّ ذرةٍ من جسده : سول !

همسَ أسود الشعر بهدوءٍ و شرود : هيي ليكس.. لقد حلمتُ حُلمًا فظيعًا بحق.. أتذكرُ تلكَ القرية التي حكيتُ لكَ عنها ؟، لقد كانت تحترقُ بالكامل.. أبي قتلَ إدغار و سارا سحقت بأحد الأشجار.. أتسائلُ لِمَ حلمتُ بشيءٍ كهذا...

واجه الأشقر صعوبةً في بدأ الحديث معه إلا أنه نطقَ بشيءٍ من التردد : سول...

قاطعهُ أسودُ الشعرِ متذمرًا : بحقكَ ليكس !، توقف عن مناداتي بسول !، إنهُ لا يمتّ لراين بأي صلة بل هما العكس تمامًا !

قالَ أليكسي بنبرةٍ حاولَ جعلها باردةً قدرَ الإمكانِ إلا أن الألمَ قد بان فيها : ذلكَ لم يكن حلمًا... ذلكَ بالضبط ما حدثَ قبلَ ستةِ أسابيع...

صدمةٌ اجتاحت راين لينتفضَ بقوةٍ متمسكًا بكفي أليكسي فيهتفُ بهِ بقلقٍ مستنكرًا : ما الذي تعنيهِ بكلامكَ ليكس !، ماذا عن سارا و إدغار !!

ظلّ أليكسي صامتًا مكتفيًا بإشاحةِ بصرهِ بعيدًا عن راين

قالَ الأخيرُ بصوتٍ هادئ بعد أن جلسَ مكانهُ متشبثًا بخصلاتِ غرتهِ السوداء : هذا خاطئ بكل تأكيد.. لا يمكن أن يحصلَ ذلك.. لأن.. هذان الاثنان كانا دومًا.. مبتهجانِ و مشرقان.. هُما لم يتشاجرا فعليًا و لو لمرةٍ واحدة.. كيفَ لشيءٍ كهذا أن يحصلَ لهما.. إنهُ خطأي !، إنهُ كذلكَ بكُلِ تأكيد !!

عادَ يتمسكَ بأليكسي مجددًا لكن هذهِ المرة هوَ فقط أمسكَ كتفيهِ بقوة هاتفًا : كيف عثروا على المكان !، نحنُ وحدنا من نعرفُ بشأنِ المدخل !!، وحدنا من عرف عن الخلود !، أجبني ليكس !

تساقطت دموعُ أليكسي فجأة ليحدقَ بهِ راين بهدشةٍ و فاهٍ مفغورٍ فهمسَ الأخير بصوتٍ مبحوح : آسف... أنا آسف !.. أقسمُ أنني لم أقصد !، لقد هددوني بقتلِ أبي !، لم يكن بيدي شيءٌ سوى قولِ الحقيقة !.. أنا أخبرتهم كُلّ شيء رغمَ معارضةِ والديَ الأمر !.. و في النهاية.. هُم فقد قتلوهُ على أي حالٍ لأنهُ كانَ معارضًا لفكرةِ شربِ دماء البشر !، أنا أحمق.. أنا مجرد أحمق.. سامحني.. سامحني سول..

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now