الزهرة التاسعة و التسعون : محبوبتي.

458 46 36
                                    

استمرّ راين في النزيف فانتزعت بياتريس السيف الذي غرزتهُ في معدتهِ ببطءٍ شديد و ما إن خرجَ بالكامل حتى تدفقت دماءُ راين إلى الخارجِ بغزارة فأمسى بالكادِ قادرًا على الوقوف ، فما كان ذلك السيف سوى نصلٍ صنعَ من الفضةِ الخالصة و التي عُرفت بفتكها ببني جنسه ... بياتريس التي صبغها الأحمر من أعلى رأسها و حتى أخمصِ قدميها و ما كانت سوى حمرة دماءِ راين الواقف أمامها ، عيناها الخضراوتان منعدمتا البريق و الحياة استعادتهما شيئًا فشيئًا ، و ما كان ما لمحتاهُ فورَ استعادتها لوعيها سوى نفسها تمسكُ سكينًا و راين أمامها بالكاد يقف ، كلاهما كانا أحمران بالكامل ، بدأت ترتعدُ بقوة و قد غزا الفزع قلبها فهمست بصوتٍ مرتجف : راين ؟ ..

كانت تلك لحظة عاد الجميعُ بخير خالين من أيّ جرح ، و لحظة توهجت بياتريس بالأبيض الذي تخلله أسود داكن ليشكلَ نورًا أسطوانيًا شقّ السماء و غيومها ، ارتفعت الأولى في الهواء محلقةً و شعرها الطويل أمسى يتطاير إلى الأعلى ، عيناها لا تتوقفان عن ذرفِ الدموع ، و حينها فقط موجةٌ من القوةِ السحرية مسحت نصف القرية من الوجود ، و بمعجزةٍ ما لم يتأذى كائنٍ على قيدِ الحياة ... حتى الآن على الأقل ، أسواطٌ سوداء من الظل و سهامٌ بيضاء من الضوء ظهرت حول بياتريس من العدم بينما الأخيرة تزمجرُ دونما وعي منها و الحقدُ يتطايرُ من عينيها تبحثُ عن المسؤول عن هذا

ابتسمت إلينا و قالت محدثةً ذاتها : يا لكَ من وغدٍ محظوظ غوبر ... هي كانت لتفقد السيطرة هكذا تمامًا في غابةِ المحيط ! لكنكَ فقط نجوتَ من الأمرِ بأعجوبة !

لعقت شفتاها و اندفعت تهاجم غير أنّ سوطًا أرداها أرضًا ، لم تتضرر بقوة كهايدن و من معه جراءَ إصابةِ نفس السوط لهم لكن لم يكن دونما فائدة أبدًا ، أما هايدن و البقية فقد أصيبوا بقوة حتى لم يعودوا قادرين على الوقوف ، قال ماركوس بصعوبة : يصعبُ تصديقُ ذلك ! أهذه هي بياتريس تشان نفسها !

روبي : لا ... هي فقد السيطرة بالكامل !

همسَ راين : لا تتدخلي أختي ... سأنهي الأمرَ سريعًا ...

نسماتٌ خفيفة تشكلت حول راين ليرتفعَ في الجو متجهًا نحوها بهدوء و هو يكادُ يفقدُ تركيزه في أيّ لحظة فهو بالكاد واعٍ ، إلا أنّ بياتريس لم تتعرف عليه أبدًا فتوجه سوط نحوه مخترقًا جسده بقوة و أحدُ السهام قد نال من ساقه و آخر من كتفه بينما هي استمرت بالزمجرة غير واعية لما تفعل و من تهاجم حتى مدّ يده إليها ممسكًا بوجنتها ، اقتربَ أكثر متجاهلًا الألم الذي دبّ في كاملِ جسده فحتى لو كان يحتملُ ضوء الشمس هو ضعيف ضد الضوء المباشر ، ربت على شعرها قائلًا بلطف : لا بأس بياتريس ... أنا هنا معك ...

خبا صوتُ زمجرتها قليلًا إلا أنّ دموعها لم تتوقف عن الانهمار فأردفَ هامسًا : انظري إليّ جيدًا ... أنا بخير أترين ؟ ما أزال على قيدِ الحياة و لن أموت لأجلك ! لن أجرؤ على ذلك هذه المرة ! فأنا قد وجدتُ نصفي الآخر حرفيًا !

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now