استمرّ راين في النزيف فانتزعت بياتريس السيف الذي غرزتهُ في معدتهِ ببطءٍ شديد و ما إن خرجَ بالكامل حتى تدفقت دماءُ راين إلى الخارجِ بغزارة فأمسى بالكادِ قادرًا على الوقوف ، فما كان ذلك السيف سوى نصلٍ صنعَ من الفضةِ الخالصة و التي عُرفت بفتكها ببني جنسه ... بياتريس التي صبغها الأحمر من أعلى رأسها و حتى أخمصِ قدميها و ما كانت سوى حمرة دماءِ راين الواقف أمامها ، عيناها الخضراوتان منعدمتا البريق و الحياة استعادتهما شيئًا فشيئًا ، و ما كان ما لمحتاهُ فورَ استعادتها لوعيها سوى نفسها تمسكُ سكينًا و راين أمامها بالكاد يقف ، كلاهما كانا أحمران بالكامل ، بدأت ترتعدُ بقوة و قد غزا الفزع قلبها فهمست بصوتٍ مرتجف : راين ؟ ..
كانت تلك لحظة عاد الجميعُ بخير خالين من أيّ جرح ، و لحظة توهجت بياتريس بالأبيض الذي تخلله أسود داكن ليشكلَ نورًا أسطوانيًا شقّ السماء و غيومها ، ارتفعت الأولى في الهواء محلقةً و شعرها الطويل أمسى يتطاير إلى الأعلى ، عيناها لا تتوقفان عن ذرفِ الدموع ، و حينها فقط موجةٌ من القوةِ السحرية مسحت نصف القرية من الوجود ، و بمعجزةٍ ما لم يتأذى كائنٍ على قيدِ الحياة ... حتى الآن على الأقل ، أسواطٌ سوداء من الظل و سهامٌ بيضاء من الضوء ظهرت حول بياتريس من العدم بينما الأخيرة تزمجرُ دونما وعي منها و الحقدُ يتطايرُ من عينيها تبحثُ عن المسؤول عن هذا
ابتسمت إلينا و قالت محدثةً ذاتها : يا لكَ من وغدٍ محظوظ غوبر ... هي كانت لتفقد السيطرة هكذا تمامًا في غابةِ المحيط ! لكنكَ فقط نجوتَ من الأمرِ بأعجوبة !
لعقت شفتاها و اندفعت تهاجم غير أنّ سوطًا أرداها أرضًا ، لم تتضرر بقوة كهايدن و من معه جراءَ إصابةِ نفس السوط لهم لكن لم يكن دونما فائدة أبدًا ، أما هايدن و البقية فقد أصيبوا بقوة حتى لم يعودوا قادرين على الوقوف ، قال ماركوس بصعوبة : يصعبُ تصديقُ ذلك ! أهذه هي بياتريس تشان نفسها !
روبي : لا ... هي فقد السيطرة بالكامل !
همسَ راين : لا تتدخلي أختي ... سأنهي الأمرَ سريعًا ...
نسماتٌ خفيفة تشكلت حول راين ليرتفعَ في الجو متجهًا نحوها بهدوء و هو يكادُ يفقدُ تركيزه في أيّ لحظة فهو بالكاد واعٍ ، إلا أنّ بياتريس لم تتعرف عليه أبدًا فتوجه سوط نحوه مخترقًا جسده بقوة و أحدُ السهام قد نال من ساقه و آخر من كتفه بينما هي استمرت بالزمجرة غير واعية لما تفعل و من تهاجم حتى مدّ يده إليها ممسكًا بوجنتها ، اقتربَ أكثر متجاهلًا الألم الذي دبّ في كاملِ جسده فحتى لو كان يحتملُ ضوء الشمس هو ضعيف ضد الضوء المباشر ، ربت على شعرها قائلًا بلطف : لا بأس بياتريس ... أنا هنا معك ...
خبا صوتُ زمجرتها قليلًا إلا أنّ دموعها لم تتوقف عن الانهمار فأردفَ هامسًا : انظري إليّ جيدًا ... أنا بخير أترين ؟ ما أزال على قيدِ الحياة و لن أموت لأجلك ! لن أجرؤ على ذلك هذه المرة ! فأنا قد وجدتُ نصفي الآخر حرفيًا !
![](https://img.wattpad.com/cover/99178369-288-k484558.jpg)
YOU ARE READING
flores pueblo - قيد التعديل
Fantasyفي عصرٍ عَجَ بالخرافات، حيثُ عاشَ السحرة والمشعوذون.. ذاعَ صيتُ قريةٍ إجتاحتها زهورٌ وهاجة، وبحيرةٌ سَرمدية تَمنح الخلود. قَريةٌ عَلى حيادٍ بَينَ الضوء والظلام، بَينَ عالمينِ كالشمسِ والقمر... وفي بُعدٍ أسطوريٍ حَتى بالنسبةٍ لِمَن عاشوا بَينَ الاساط...