زفرَ راين قائلًا : وبما انَ سوء الفهمِ قد حُل... حانَ الوقتُ للكشفِ عَن الماضي... قبل ما--
وضعت بياتريس كلتا يديها امامَ وجهِ راين الذي دُهشَ بالكاملِ من تصرفها لتبقي الاخيرة على سكوتها بضعَ وقتٍ
اخيرًا قالت : رجاء... دعني ابدأ اولًا...
اومأ راين أيجابًا ببطأ شديدٍ ليخيّم الهدوء على المكان فتبدأ بياتريس بالحديث : لقد أتيتُ من قرية سميت إسترياس كلايس ... بالفيلادية تعني تساقط النجوم ... حيث كانت سماءها صافية ، لم تتجمع الغيوم فيها يومًا ، في المساء تتزاحم النجوم في سماءها حتى تكاد تبدو سماءً بيضاء بنجوم سوداء ، و القمر الهلالي الكبير لم يتركها أبدًا ، لم يكن ليكونَ بدرًا يومًا ، هلال على الدوام فقط ، حتى حين تمطر ، سمائنا لم تتلبد بالغيومِ قط ، كان فقط كما لو أنّ النجوم تسقط إلى الأرض و كذلك الأمر مع ثلوج ...
لذا ... قبل تسعةِ أعوامٍ و نصف ... حين كنتُ في الثامنة
- قبل تسعةِ أعوام ( قرية تساقط النجوم) -
الشمس الساطعة تنشر أشعتها على المكان ، المنازلُ الخشبية و الأشجار و العشب و كل شيء يبرق بألوانٍ مشعة ، حيث تقف تلك المرأة كستنائية الشعر بنفسجية العينين لتنشر الغسيل في الهواء الطلق و قربها تجلس طفلة واضعةً يديها على خديها بملل و ذلك السنجابُ الفضي يطفو قرب كتفها
فتذمرت الفتاة متململة : يا ليتني فقط أبصرُ نهارًا ، لكنتُ ساعدتكِ في أعمالِ المنزل لينا !
قهقهت لينا لتردّ بلطف : أتريدين الإبصار نهارًا لتلك الدرجة ؟ بياتريس
بياتريس : خطأ ! أشعر بالسوء لأنكِ تقومين بكل شيءٍ وحدك ! أريد أن أساعد لينا !
تركت لينا ما بيدها لتجلس قربَ بياتريس و تقبل جبهتها : مشاعركِ وحدها تسعدني ! كم أنتِ لطيفة ! لينا سعيدةٌ حقآ الآن !
ضحكت بياتريس بسعادة و عانقت لينا بقوة : أحبكِ كثيرًا ! لينا !
فبادلتها لينا : و أنا أكثر ! عزيزتي !
ابتعدت بياتريس عنها لتقول بالقليلِ من الحزن : لكني ما زلت أودّ الإبصار نهارًا !
لينا : إن أبصرتي حقا ، ماذا ستفعلين ؟
ابتسمت بياتريس ابتسامةً عريضة لتقول : سأساعد لينا في المنزل ! ثم أطهو طعامًا لذيذًا كلينا ! ثم أذهبُ لقريةِ الزهور ! ثم أحلق في السماء !!
قالت جملتها الأخيرة و هي تفردُ يديها في الهواء كالأجنحة بينما لينا تقهقه و تشجعها على ما تقوم به من تصرفاتٍ طفولية ، مرّت الأيام و هن يقضين أيامهن في القرية بهدوء بعيدًا عن أهلها فهم مع أنهم طيبون إلا أنّ الأطفال يؤذون بياتريس لاختلافها و لا والدين ليقران بخطأ طفلهما بل ينعتون بياتريس بالكاذبة ، و بالنسبة لبياتريس فلينا و لوكي يكفيان و أكثر
و في أحد الأيام ، فتحت بياتريس عينيها لتجد نفسها في غرفتها ، جاثيةً على الأرض ، و مكبلة
همست بياتريس بقلق : لينا ؟...
ابتسمت لينا لتقولَ بلطف : لا بأس بياتريس ! هذا من أجل مصلحتك
بياتريس : عن ماذا تتحدثين ؟
لينا : ما إن أنتهي من هذا ... ستبصرين ضوءَ النهار
لم تعرف بياتريس لماذا لكنها شعرت بالفزع ! لينا على وشكِ أن تتلاشى فصرخت بصوتٍ عال
بياتريس : لا تفعلي لينا ! رجاءً ! لا أودّ أن أبصر نهارًا ! لن أتمنى هذا ثانيةً !
بدأت تذرفُ الدموعَ بغزارة بينما تبتسم لينا برضى لتردِفَ بعد أن بحّ صوتها : أنا آسفة أنا آسفة، أنا فعلًا آسفة، رجاءً لا تتركيني ! أعدكِ أن أكون فتاةً مطيعة سأفعلُ أيّ شيء !، سافعلُ أيَ شيءٍ لذا...
اتسعت ابتسامة لينا لتقول : قايضتُ حياتي ببصرك ! لا تستطيعين منعي ، لذا ... اقبلِ هديتي و ابتسمِ ... الوداع بياتريس !
فصرخت بياتريس : لينا !!!
- عودة إلى الحاضر -
بياتريس : لكن هذا لَم ينجح ... لطالما كانت لينا مريضة بجسدٍ ضعيف ، لذا لم تكن طاقةُ حياتها كافية..
أضاءت القرية بموجةٍ حلقية من الضوء ، و حين أفقت لم يكن في القريةِ أحد غيري و لوكي ... تعويذة نور الحقيقة ليست سحر ضوء ، إنها سحرٌ أسود قدمته لي لينا ، لذا ، أنا أبدًا ، لم أعتقد أني قتلتها ! لأنه حينئذٍ سيكون موتها دون معنى ... لكن ... أن يكون كل ذلك كذبة ...
راين : أنا آسف... لا بد أنه سحر لوكا ... لقد تسبب شقيقي بمتاعب كثيرة !
ابتسمت بياتريس و هزّت رأسها نافية : غير صحيح ! أنا سعيدة كونه وهمًا و أنه فقط تمّ العبثُ بذكرياتي قليلًا ، لقد جعلني أشعرُ بشعورٍ أفضل !
زفر راين الهواء ليقول بهدوء : لقد حان دوري إذًا ...
بياتريس : لا بأس أن لم تخبرنا ، لا تجبر نفسك ...
راين : لا ، أودّ إخباركم بالفعل ، ليس أنتم فقط ، حتى روبي و البقية ...
فقصّ عليهم راين حكايته كاملةً .
YOU ARE READING
flores pueblo - قيد التعديل
Fantasyفي عصرٍ عَجَ بالخرافات، حيثُ عاشَ السحرة والمشعوذون.. ذاعَ صيتُ قريةٍ إجتاحتها زهورٌ وهاجة، وبحيرةٌ سَرمدية تَمنح الخلود. قَريةٌ عَلى حيادٍ بَينَ الضوء والظلام، بَينَ عالمينِ كالشمسِ والقمر... وفي بُعدٍ أسطوريٍ حَتى بالنسبةٍ لِمَن عاشوا بَينَ الاساط...