" راين : مرت الأيام الثلاثُ سريعًا بينما أقضيها معَ ماري و ميرا، أدركتُ خلالَ هذهِ المدة القصيرة كم كنتُ أشتاقُ لها و لوالدتي و كم كنتُ أشغلُ نفسي عمدًا لأمتنعَ عن التفكيرِ بهما... و في الواقع فأنا أشتاقُ للوكا بالقدرِ الذي اشتاقُ فيهِ لهن ، لا أعلمُ ما حدثَ خلالَ المدة التي غبتُ فيها لكن ما أعرفهُ هوَ أنّ لوكا يستحيلُ أن يكونَ شخصًا سيئًا، على كُلِّ حال فأمي قد أنهت الترياقَ بالفعلِ و ها نحنُ ذا."
وضعت أمامهُ أربع قاروراتٍ متباينةِ الأحجامِ و الالوانِ، فأحدهما أصفرُ و الآخرُ أزرقُ داكن، زهريٌ و أحمرُ بقراورةٍ كبيرةٍ على عكسِ البقية.
أشارت إيفا إلى القواريرِ بالترتيب قائلة : الأصفر ترياقُ بياتريس، الأزرقُ النيلي لفتحِ بوابةٍ إلى البعد المحايد، الزهري ليبعدَ عنكَ الكوابيس والأحمر دمٌ مركزٌ منَ الشجرة العظيمة، تضعُ مقدارَ ملعةٍ في كأسٍ و تملأ الباقي ماءً، لا مزيدَ من شربكَ لدمك !.
ابتسمَ راين بهدوءٍ مجيبًا : شكرًا لكِ أمي... لكني مضطرٌ لإعادةِ اثنينِ منهما.
رفعت إيفا أحد حاجبيها مستنكرة ليدفعَ بالسائلان الأزرق النيلي و الزهري ناحيتها بهدوءٍ قائلًا : لا أنوي الدفعَ بتلكَ الكوابيسِ بعيدًا.. إنها تذكرني بهدفيَ مرارًا كي لا أنساهُ يومًا ما..
إيفا : و الثاني ؟.
أجابَ راين : هُناكَ عدوٌ لا أستطيعُ لمسَ شعرةٍ منهُ بقواي الحالية.. و عليهِ أخططُ للعبورِ من خلالِ شجرةِ الدم..
إيفا : حتى و لو، خذهُ معكَ، قد تحتاجُ يومًا العودةَ إلى هُنا كما الآن.
ابتسمَ لها و أخذهُ فعانقها بقوةٍ قائلًا : أنا ذاهب..
همست بدورها : انتبه إلى نفسكَ.
تركها ليقفَ أمامها فسألت : ألا بأس بالمغادرة هكذا حقًا ؟، أستتركُ ماري خلفكَ ؟.
أومأ راين بالإيجابِ قائلًا : لا أودُّ إقحامها في الأمر.
التفتَ مغادرًا باتجاهِ البحيرةِ فقالت إيفا : أرسل تحياتي لبياتريس !.
لوحَ بيدهِ معطيًا إياها ظهرهُ فهتف : لن أفعل !.
قهقهت إيفا لتهتفَ بهِ : وغد !.
همّ راين بعبورِ بحيرة الدمِ لولا تلكَ الكف التي تمسكت بمعصمهِ فهتفت صاحبتها بصوتٍ مرهقٍ من بينِ لهثاتها : مهلًا !، لا تذهب.
التفتَ نحوها متفاجئًا : ماري ؟.
روزماري : لا تتركني دونَ التفوهِ بأيِّ كلمةٍ مجددًا.. رجاءً..
ربتَ راين على رأسها قائلًا : آسف، لا يمكنني أخذكِ معي.. سأعبرُ شجرةَ الدمِ، أنتِ تدركينَ ماذا يعني ذلكَ صحيح ؟، احتمالُ 95% أننا سنموتُ في الداخل.
روزماري : حتى و لو !، إن متنا دعنا نموتُ معًا !.
نظرَ راين إلى والدتهِ مستنجدًا فقالت الأخيرة : و لِمَ لا ؟، اذهبا، إن كانَ قراركما فلن أمنعكما ابدًا.
هتفَ راين منزعجًا : حقًا أمي !، كيفَ لكِ أن تسمحي لها بذلكَ ؟.
إيفا : و لِمَ أسمحُ لكَ و أمنعها ؟، ماري بالغةٌ مثلكَ تمامًا !.
بانَ الانزعاجُ على وجهِ راين ليبعثرَ شعرهُ بقوةٍ و ما لبثَ أن استسلمَ موافقًا، تشبثَ الأخوانِ بيدِ بعضهما ليرفعَ راين نفسهُ و إياها في الهواءِ بينما تحلقُ ميرا قريبًا منهم
هتفت إيفا : احمها جيدًا ما إن تصل إلى البعد المحايد !.
بينما اكتفى هوَ بالابتسامِ لنفسهِ فقط، حطَّ الثلاثة على جذعِ شجرةِ الدمِ ليسكبَ راين قطرة منَ الترياقِ على الأرضِ قائلًا : ميرا، شجرةُ الدمِ لا يدخلها سوى الشياطينِ لذا اسبقينا إلى هُناك.
رمى لها زجاجةَ الترياق أصفر اللونِ لتتمسكَ بهِ بكلتا يديها هاتفة: ثقيل !، هذا بِطوليَ تقريبًا !.
راين : ترياقُ بياتريس !... أعتمدُ عليكِ !.
أومأت لهُ بالإيجابَ لتذهبَ كما جاؤوا بينما التفتَ راين و روزماري إلى شجرةِ الدمِ فابتسمَ الأولُ مربتًا على شعرِ أختهِ
قال : أنذهب ؟.
أومأت لهُ بالإيجابَ بينما تحدقُ بتلكَ الفجوة التي تتوسطُ جذعَ الشجرةِ أمامها
همست : إن خرجنا منها أحياءً... سنكونُ اكتسبنا قوةً توازي الكوارث الطبيعية.. و معرفة تساوي العالم... صحيح ؟، أخي الأكبر..
هو أومأ إيجابًا ليطمئنها قائلًا : لا بأس.. نحنُ لن نخسرَ أمامَ شجرة صحيح ؟.
تشبثت ماري بمعصمِ شقيقها مزدردةً ريقها ليدخلَ الاثنانِ إلى الفجوةِ معًا.
YOU ARE READING
flores pueblo - قيد التعديل
Fantasyفي عصرٍ عَجَ بالخرافات، حيثُ عاشَ السحرة والمشعوذون.. ذاعَ صيتُ قريةٍ إجتاحتها زهورٌ وهاجة، وبحيرةٌ سَرمدية تَمنح الخلود. قَريةٌ عَلى حيادٍ بَينَ الضوء والظلام، بَينَ عالمينِ كالشمسِ والقمر... وفي بُعدٍ أسطوريٍ حَتى بالنسبةٍ لِمَن عاشوا بَينَ الاساط...