الزهرة الثانية والثمانون : تفاؤول.

352 49 11
                                    

قطرة تسقط وسط الظلام.

رسمت إبتسامة بريئة على شفتيها لتقول : ران تشان المسكين ~

تقوسَ فاها إلى الاسفلِ لتقولَ ببراءة : لقد تَم التخلي عنكّ فورَ إفصاحكَ عن سركَ... مجددًا

سكتَ راين دونَ إجابةٍ لتردف : وها انتَ وحيدٌ مجددًا... للمرة الثالثة.

اكملَ عنها إدغار معاتبًا : لذلكَ اخبرتكَ.. ان لاتثقَ بايِ شخصٍ غيرنا... ومع ذلكَ...

سارا : انتَ فقط قمتَ برمينا بعيدًا...

اجابَ راين بصوتٍ مرهق : غيرُ صحيح.. انا لم نساكما يومًا..

سارا : اتركهم.. بقوتكَ الحالية لَن يهزمكَ احد...

إدغار : حتى تلكَ المرآة التي تدعو نفسها بياتريس.. هيَ ستترككَ كما البقية... هيَ ليست إستثناءً.. انها فقط تستغلكَ...

راين : هذا غير صحيح.... بياتريس.. ابدًا لن...

عبست سارا وقطبت حاجبيها بطفولية لتقول : ماذا ؟، بياتريس ماذا ؟.

إدغار : هَيي راين، يستحيلُ ان تكونَ نسيتَ بشأنِ بيتر وجوانا..

سارا : صحيح !، جوانا وبيتر، لاينر، فانيسا، تَيا، لقد تخلوا عنكَ فورَ إخباركَ لهم بالحقيقة الم يفعلوا !.

فتحَ عينيهِ البنفسجيتينِ بهدوءٍ محدقًا بالسقفِ الزجاجي فوقهُ بشرودٍ لوهلة فإلتفتَ يمينهُ ليلمحَ بياتريس التي تجاهدُ لإبقاءِ جفونها مفتوحةً بينما تجلسُ على الكرسيِ شبهُ نائمة

همسَ راين مستفهمًا : ما الذي تفعلينة ؟.

اجفلت بياتريس لتهتفَ بطفولية : كيا !.

قالت بإرتباكٍ بينما تشتتُ نظراتها في الغرفة : حسنًا.. بدوتَ وكأنكَ تعاني من بعضِ الكوابيس لذا...

إبتسمَ راين بلطفٍ مربتًا على رأسها فقال : لنذهب إلى حيثِ الجميع.

ردت بياتريس مستغربة : أ- أجل...

إتجهَ الاثنان إلى غرفة الجلوس حيثُ البقية فبدأ راين بالتحديقِ بوجوههم واحدًا تلوَ الاخر محدثًا ذاته : يستحيلُ ان يكونوا كبيتر وجوانا.. اليسَ كذلكَ ؟.

ودونَ ان ينطقَ احدهم بكلمة إستمرَ كُلٍ بالتفكيرِ بما يشغلهُ تحتَ اجواءٍ مشحونةٍ بالتوتر

قالَ هايدن محاولًا تلطيفَ الاجواء : إذًأ !، مارأيكم لو توقفنا عن الكآبة وإتخذنا قرارنا بشانِ متى سنواصلُ رحلتنا ؟، ماتزالونَ تودونَ الذهابَ إلى فلوريس بيوبلو صحيح !.

حدقت بهِ جوليا لوهلة ثُمَ إبتسمت بتفائولٍ بدورها لتهتف : هذا صحيح !، اعني لم يبقَ سوى القليل ولابدَ أنَ الجميعَ متلهفٌ لرؤيتها اليشَ كذلكَ !.

إتسعت إبتسمةُ هايدن قائلًا : إذًا لقد حسمَ الامر !.

وقفت بياتريس بدورها تهتف : هذا صحيح !، لايفصلني عن ضوءِ النهار سوى عدةِ ساعات !، ساذهبُ لحزمِ امتعتي !.

لحقت بها جوليا : ساساعدكِ بيتشان !.

ظربَ هايدن ظهرَ الفتاتينِ بقوةٍ هاتفًا : هذهِ هيَ الروح !، هيا، هاري، مار، روبي، راين، لوكي، ميرا !، ماري كذلكَ !

نهضَ الجميعُ منهم من يتأفأفُ ومنهم غيرُ المبالي او ذاكَ الذي لايستطيعُ كبحَ إبتسامتهِ العريضة عن الظهور ليتبعوا بياتريس وجوليا، اما راين فقد نسيَ نفسهُ بينما يحدقُ بهايدن بذهول

نتبهَ الاخيرُ إليهِ ليسألَ معَ إبتسامةٍ بلهاء : ما الامر ؟.

بادلهُ راين إبتسامةً صغيرة : لاشيء، تذكرني بشخصٍ أعرفهُ.

جلسَ هايدن قربَ راين مرتميًا على الاريكةِ فسأل : ايُ نوعٍ من الاشخاصِ هوَ ؟.

اجابَ راين : مثلكَ تمامًا، شخصٌ إيجابيٌ ويعتمدُ عليه، كانَ قائدًا عظيمًا.

إلتمعت النجومُ قريبًا من وجهِ هايدن الذي قالَ بفخرٍ : هوووه !، لقد تمَ وصفي بالعظيمِ توًا فقط، كم انا فخورٌ بي !.

قهقهَ راين بخفةٍ قائلًا : هاها، انتما فعلًا متشابهان.

هايدن : إذًا، كان ؟، اينَ هوَ الان ؟.

لم يتخلى راين عن إبتسامتهِ لكنَ عينيهِ حملتا الحزنَ في بريقهما ليجيب : حسنًا، مرَ خمسونَ عامًا على فراقنا لذا.. إما ان يكونَ عجوزًا في السبعينَ من عمرهِ او إنهُ قد ماتَ فعلًا...

قالَ هايدن مازحًا : كانَ يدعى هايدن صحيح ؟، ذلكَ كانَ انا ياصديقي !.

راين : لا، للاسفِ فقد كانَ إسمهُ لاينر !، واجل، الاختلافُ في شكليكما كالارضِ والسماء !.

همهمَ هايدن كأجابةٍ ثُمَ اردف : من مايعني إنكَ كُنتَ في مجموعةٍ كهذهِ قبلًا.

راين : انتم اقلُ صخبًا منهم صدقني !، مع إننا كُنا ستة إلا انهم فقط كانوا كالعاصفةِ فقط !.

هايدن : و ؟، لما إفترقتم ؟، من ما قلتهُ فهمتُ إنكم كُنتم جميعًا قريبونَ من العشرون.

دهشَ راين لوهلةٍ ثُمَ اجابَ : اجل، حدثت بعضُ الامورِ من ما دفعنا للافتراق.

فورَ إنهاءِ راين لسطرهِ نهض مردفًا : إذًا، فلنذهب لتوضيبِ اغراضنا نحنُ ايضًا !، لايجبُ ان نتأخرَ اكثر !.

أومأ هايدن ايجابًا لينهضَ بدورهِ متوجهًا إلى غرفةِ الامتعة حيثُ الجميع.

إرك غابة المحيط - انتهى -

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now