المكانُ حولهُ يتوهجُ لونًا برتقاليًا متأججًا و الأرض تُغمرُ بالأحمر شيئًا فشيئًا.. صوتُ تأجج النيران و ضوضاء الطعن و تهاوي الأخشاب هُنا و هناك، رائحة الرماد المتطاير في الجو ممزوجة مع الرائحة الحلوة للدماءِ الطازجة، يجثو ذلكَ الطفل أسود الشعر وسطَ هذهِ الفوضى يُحدقُ بها بعينيه البنفسجيتين المتسعتين و تقاسيم وجههِ يغلفها الرعب، بشرتهُ شاحبةٌ، شفتاه ترتجفان، يجثو على ركبتيه اللتان بالكاد يشعرُ بهما، أطرافهُ باردةٌ بعكس حرارة المكان المشتعلة حولهُ و قلبهُ يسحقُ بلا رحمة... يشعرُ بأمعاءهِ قد اختفت و لعابهُ قد جفّ تمامًا
نطقت شفتاه أخيرًا بصوتٍ خافتٍ مرتجف : توقف... تو..قف..
ثُمَ تبعها صُراخهُ المبحوح : أترجاك !، أرجوكَ توقف فقط !
أردفَ بصوتٍ خافت : سأفعلُ كُلَ ما تُريد لذا رجا--
فجأة تناثرت الدماء فوقهُ لتصبغَ وجههُ ووبضعَ خصلاتٍ من شعرهِ بالأحمر، اتسعت عيناه أكثر و شعرَ بالحرارة تغلي متصاعدةً في حلقه، ازدادَ إرتجافهُ ليهمسَ بصوتٍ مهزوز سائلًا : إد.. غار ؟
ما كان أمامهُ سوى رجلٌ يرتدي معطفًا أسودًا غُمرَ بالأحمر على حين غرة، غزا الشيب شعرهُ ووشعت عيناه حمرة، و ما كانَ أمامهُ سوى جسدُ طفلٍ أشقر يتدلى و مخالبٌ قد غرزت في منتصفِ صدرهِ سابحًا في دِماءه
ابتسمَ الرجُل لأسودِ الشعر قائلًا : هيا راين... كُفّ عن صُنعِ وجهٍ كهذا.. رائحته لذيذة أليست كذلكَ ؟
التفتَ إليهِ المعني بوجهٍ شاحب وبطء شديد ليحدثَ ذاتهُ قائلًا : رائحة الدم... حقًا... لذيذة...
ازدردّ ريقهُ بصعوبة حينّ أخذَ يشتمُ تلكَ الرائحة العالقة بهِ ليسقطَ جسدُ الطفلِ الأشقرِ أرضًا معيدًا راين إلى الواقع
نادى الأخير بفزعٍ ناهضًا من مكانهِ بصعوبة : إدغار !!
أمسكّ بهِ راين بينّ يديهِ، تجمعت الدموع في جحرا عينيه و أخذَ يقول بفزع : أنا آسف، أنا آسف !!، أرجوك !، فقط لا تمت !، إدغار !!
سأل إدغار بصعوبة من بينِ أنفاسه الثقيلة : علامَ تعتذر ؟، راين...
فسّر الآخر : لأنه.. لو أنني لم أستمر في المجيء إلى هُنا.. لما حدثَ أيٌ من هذا !
إدغار : إنهُ ليسَ... خطأكَ رايـ..ن، لكن رجاءً... سارا...
فهتفَ بهِ راين بفزع : ما الذي تقولهُ !، ماذا عنكَ !، يستحيلُ أن أترُككَ هكذا !
إدغار : استمع إلي أيها الأحمق !، أعضائي.. الداخلية... قد تضررت بالكامل... لَن أصمُدَ كثيرًا...
هتفَ راين بقلقٍ و رجاء : لن تعرف ما لم تحاول !
بصوتٍ حَملَ الكثير من الإرهاق و الأكثرَ من الحزن : راين... دعني أقم.. بدور الأخ الأكبر.. و لو لمرةٍ.. واحدة.. رجاء...
![](https://img.wattpad.com/cover/99178369-288-k484558.jpg)
YOU ARE READING
flores pueblo - قيد التعديل
Fantasyفي عصرٍ عَجَ بالخرافات، حيثُ عاشَ السحرة والمشعوذون.. ذاعَ صيتُ قريةٍ إجتاحتها زهورٌ وهاجة، وبحيرةٌ سَرمدية تَمنح الخلود. قَريةٌ عَلى حيادٍ بَينَ الضوء والظلام، بَينَ عالمينِ كالشمسِ والقمر... وفي بُعدٍ أسطوريٍ حَتى بالنسبةٍ لِمَن عاشوا بَينَ الاساط...