الزهرة الثالثة و الخمسون : الشياطين.

382 53 13
                                    

بعدَ حوارٍ دام ثلاث ساعاتٍ بينَ جوليا و كاترينا، غطت الأولى في نومٍ عميق أو هذا ما ابتغتهُ على الأقل، عاودت الاستلقاء على سريرها بتعب متمنية الراحة، فحتى و لو عالجتها الأخيرة لا تزالُ الأولى فقدت كمية لا يمكن تعويضها ببساطة من الدماء

و على السرير الآخرِ قربها فتحَ هايدن عينيه الخضراوتان اللتان اكتسبتا من الصفارِ شيئًا يجولُ بهما في المكان

همسَ بتعب : أينَ أنا ؟

و قبلَ أن يدركَ شيئًا احتضنتهُ روبي بقوةٍ سائلة : أنتَ بخيرٍ الآن ؟، أتشكو من شيء ؟

همسَ الأول : روبي..

اتسعت حدقتا عيناه فورَ تذكرهِ لما جرى بشكلٍ صحيح لينتفضَ معانقًا إياها بدورهِ

قالَ بصوتٍ مرتجف : أنا آسف !، أنا حقًا آسف !، لا أعلمُ كيفَ أمكنني فعلُ ما فعلت...

روبي : لا بأس، أنت لستَ مخطئًا !، لقد قاموا بتزييف ذكرياتك !، نحنُ الثلاثة خيرُ من يعلمُ كيفَ أنكَ من المستحيلِ أن تؤذيَ حشرة.

اجتمعَ حولهُ كُلٌ من ماركوس و هاري بدوريهما ليتمتم ماركوس : أحمق.

نظرَ هايدن إلى كليهما فقالَ معتذرًا : أنا حقًا آسف.. حتى أني تسببتُ في هيجانكَ هاري..

أومأ هاري نفيًا بسرعة هاتفًا : لستُ أهتم !، أنا لا أتذكرُ ما حدث على كُل حال !، ما يهمني هوَ كونكما بخيرٍ أنتَ و جوليا !

سألت بياتريس : بالحديث عن ذلكَ ما كان بحق السماء ؟، هاري سان كان كشخصٍ آخر...

ارتبكَ ماركوس : هـ هذا..

فأجابَ هاري : إنهُ سببي للذهابِ إلى قرية الزهور

لوكي : ماذا ؟

ماركوس : عندما يغضبُ هاري يتحولُ إلى ذلكَ الشكل، ليسَ مظهرهُ فقط إنما حتى شخصيتهُ تتغير، إنهُ فقط يهتاجُ لدرجةِ أنهُ قد يصبحُ عنيفًا لا يميز الصديق من العدو.. و بالمناسبة أنتَ لن تحب الوقوف في وجهه و هو بتلكَ الحالة

قالت جوليا بصوتٍ مرهق : إذًا فهي حالة تتعدى انفصامًا طبيعيًا في الشخصية

أومأ هاري : هكذا يبدو.. لذا أملتُ لَو أجدُ حلًا بواسطةِ البحيرة السرمدية.

ابتسمَ راين لا شعوريًا بينما يحدقُ بروبي و هايدن فسألت بياتريس مبتسمةً بلطف : لِمَ تبتسم ؟، راين.

ارتبكَ قليلًا فأخذَ يشتتُ نظراتهِ في الأرجاء ليجيبَ بتردد : لا.. الأمرُ فقط.. لقد ذكراني بأختي الصغرى لا أكثر..

همهمت بياتريس قائلة : إذًا راين لديهِ أختٌ صغرى بالإضافة إلى اخٍ اصغر.

عَمّ الصمتُ في المكانِ ليقولَ هاري : هيي جميعًا، فلنتوقف عن اللف و الدوران و نخبرَ بعضنا بالحقيقة.. الحقيقة التي دفعتنا للذهاب في هذهِ الرحلة.

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now