الزهرة السادسة و الأربعون : عَقدٌ.

401 49 20
                                    

أمسكَ بمعصميها و جثا على ركبتيهِ مطأطئًا رأسهُ إلى الأرضِ لتحجبَ غرته عيناه البنفسجيتان فهمسَ : ذلكَ هوَ الشخصُ الوحيد.. الذي لا يجبُ على أحدٍ مِنكم التورط معهُ.. رجاء...

بدأ بالارتجافِ فجأة و أخذَ يشدّ قبضتهُ على معصميها لتسأل : ر.. راين ؟

راين : أرجوكم.. سافعلُ أيّ شيء.. لا تتركوني كما فعلَ البقية...

قال أليكسي محدثًا ذاتهُ و الحزنُ يهيمنُ على نبرته : ماتشان، كما توقعت، إعادة أخاكِ إلى المنزل لن تكون أبدًا بالفكرةِ السديدة... على الأقل ما دامَ والدُكِ هُناك...

اكتفت روزماري بالصمت كإجابةٍ بينما قالت بياتريس بارتباكٍ تحاولُ تهدئة من امامها : لـ لقد فهمت حسنًا ؟، أعدُكَ أنني لن أفعل، لـ لذا اهدأ حسنًا ؟

أومأ لها بالإيجابِ مرتجفًا دونَ أن يقولَ كلمةً واحدة

سألت روزماري : هيي، آلي تشان...

همهمَ اليكسي مستفسرًا لتردفَ هيَ : أتعتقدُ أنّ أبي سيأتي إلى هُنا حقًا ؟، أم أن من رأتهُ بياتريس تشان هو...

أليكسي : أجل، على الأرجح أن من رأتهُ بياتريس في النبوءة هوَ من تفكرين فيه، ما تشان...

أخذَ راين نفسًا عميقًا زافرًا إياهُ ببطء شديد لينهضَ من على الأرض الباردة دون رفعِ قدمهِ عن الأرض و فقط مشى بهدوء ليتعمقَ في الغابة أكثر

سألَ هاري محدثًا من حولهُ : أتظنونَ أن للأمرِ علاقةٌ بكوابيسهِ تلك ؟

فرد ماركوس بشرود يحدقُ بأثرِ راين : سيكونُ غريبًا إن لم يكن كذلكَ..

سألت بياتريس : أتساءلُ ما الذي حدثَ معهُ في الماضي

أطلقت جوليا تنهيدة لتليها قولًا : أيا كانَ ما حدثَ، فهوَ ليسَ بالأمر الجيد أبدًا..

فوافقتها روبي : معكِ حق...

قالَ لوكي : فلنتبعهُ ميرا.. و أنتم أيضًا الحقوا بنا سريعًا...

تلفتَ لوكي حولهُ مستغربًا فسأل : ميرا ؟

أما حيثُ راين، فقد كانَ يمشي بلا وعي، خطواتهُ مترنحة، وجههُ شاحب، عيناه ميتتان انعدمَ فيها كُل أثرٍ لذلكَ البريق الحاد المعتاد، عقلهُ مشوشٌ بالكاملِ لا يرى أمامهُ سوى الذكريات الفظيعة لتلكَ الليلة و الذكريات السعيدة التي سبقتها بأيام قليلةٍ

هُناكَ حيثُ سمعَ صوتًا مألوفًا لهُ يقول : إن تابعتَ السيرَ بإهمالٍ هكذا فسينتهي بكَ الأمر ضائعًا... راين

عادَ إليهِ شيءٌ من بريقِ عينيهِ عندما أجفلَ بهدوءٍ ليلتفت خلفه قائلًا : ميرا..

بقيا يحدقان ببعضهما للحظاتٍ دونَ حراكٍ ليكسر الصمتُ قولهُ : آسف، سببتُ فوضى لا داعيَ لها...

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now